سمرة بن جندب:
سَمُرَة بن جُندُب:
  كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسين # إلى الكُوفة على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يُحرِّض الناس على الخروج إلى الحسين # وقتاله(١).
  وقال ابن أبي الحديد: إن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى
(١) شرح نهج البلاغة (٤/ ٧٩). قال البخاري في (التاريخ الكبير) (٥/ ٢٧٠): (وَكانَ زيادٌ يَسْتخْلٍفُ سَمُرَةَ عَلى البصرةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَعلى الكوفَةِ ستَّةَ أَشهُرٍ) وذكره أيضاً ابن عبد البر في (الاستيعاب ج ٢/ ٦٥٤) وقد كانت مثالبه كثيرة جداً؛ لو لم يكن إلا قول النبي ÷: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» الحديث المشهور، الذي رواه البخاري في التاريخ الأوسط (١/ ١٠٦) وابن أبي شيبة في المسند (٢/ ٣٢٩) وابن سعد في الطبقات الكبرى (٤/ ٣٦٥) وابن قتيبة في المعارف (١/ ٣٠٥) والبلاذري في أنساب الأشراف (٥/ ٢١٢) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٤/ ٤٨٧) والطبراني في الأوسط والكبير، وابن عبد البر في الاستيعاب، والمزي في تهذيب الكمال، والذهبي في كتابيه السير وتاريخ الإسلام، وابن كثير في البداية والنهاية، ... وغيرهم كثير. ثم يتأولون ذلك بأنه مات بالفالج وحوله مجامير من نار، فللمطلع أن يتأمل حال أبي هريرة الذي يبطل تأويلهم، والذي وصف المقبلي هذا التأويل في الأبحاث المسددة (ص ٤٠٩) بأنه من قسم تأويل الباطنية، فقد كان يُغْشَى على أبي هريرة عندما يقال له: قد مات سمرة؛ خوفاً من أن يتحقق فيه الحديث، انظر إلى ما أورده الذهبي في (سير أعلام النبلاء - ط الرسالة) (٣/ ١٨٥) حيث قال ما لفظه: .... وقَالَ النَّبِيُّ ÷ لأَبِي هُرَيْرَةَ، وَسَمُرَةَ بنِ جُنْدبٍ، وَآخَرَ: (آخِرُكُم مَوْتاً فِي النَّارِ). فَمَاتَ الرَّجُلُ قَبْلَهُمَا، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُغِيْظَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُوْلُ: مَاتَ سَمُرَةُ. فَيُغْشَى عَلَيْهِ، وَيُصْعَقُ، فَمَاتَ قَبْلَ سَمُرَةَ ... إلى قوله: وَقَتَلَ سَمُرَةُ بَشَراً كَثِيراً .... حَدَّثَنَا عَامِرُ بنُ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يُوْنُسَ بنِ عُبَيْدٍ، فَقَالُوا: مَا فِي الأَرْضِ بُقْعَةٌ نَشِفَتْ مِنَ الدَّمِ مَا نَشِفَتْ هَذِهِ - يَعْنُوْنَ دَارَ الإِمَارَةِ - قُتِلَ بِهَا سَبْعُوْنَ أَلْفاً. فَسَأَلْتُ يُوْنُسَ، فَقَالَ: نَعَمْ، مِنْ بَيْنِ قَتِيْلٍ وَقَطِيْعٍ. قِيْلَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: زِيَادٌ، وَابْنُهُ، وَسَمُرَةُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقِيُّ: نَرْجُو لَهُ بِصُحْبَتِهِ، انتهى المنقول من كلام الذهبي.
وذكر ابنُ قتيبة في كتاب المعارف (ص ٣٠٥) أن سمرة مات سنة بضع وستين.