شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تمزق بلاد المسلمين

صفحة 333 - الجزء 1

  الحدود التي بلغها خلفاء بني العباس ومِنْ قبلهم خلفاء بني أُميّة من البغي والفساد، وارتكاب العظائم والجرائم.

  ومن المؤسف حقاً أن يكون هؤلاء هم رعاة المسلمين، وخلفاء الله في أرضه، والأمناء على دينه، القائمين مقام النبي ÷، مع ما هم عليه من القبائح والفضائح منذ عهد معاوية ويزيد، والسَّفَّاح والمنصور، وإلى آخر ولاة الدولتين.

تواطؤ علماء السوء مع سلاطين الجَور

  وهكذا كان العلماء يصنعون لسلاطينهم ما يشتهون، ويُرَوِّجون لهم ما يتمنون.

  أما العلماء الربَّانيون الذين لا يخافون في الله لومة لائم فيقضون بالحق وبه يعدلون، فقد حصدتهم سيوف الخلفاء، وتمالأت عليهم علماء الأُمَّة ورعاتها بالجفاء، فلا تحس منهم في تلك الأحقاب حساً، ولا تسمع لهم ركزاً، ومن هنا كانت الساحة العلمية في تلك الأزمنة خالصة للمذهب الموروث عن بني أُمَّية من دون أي معارض.

تمزق بلاد المسلمين

  منذ عهد المقتدر وما بعده وفي حدود سنة ٢٤٧ هـ استطاع يعقوب بن الليث الصفار⁣(⁣١) أن ينفصل عن الدولة العباسية، فاستقل بالأمارة الصفَّارِيَّة في شرق


(١) الدولة الصفارية (٢٤٧ - ٣٩٣ هجرية) قال في مروج الذهب (٤/ ١١٢): وفي سنة اثنتين وستين ومائتين كان مسير يعقوب بن الليث الصفار نحو العراق في جيوش عظيمة، .... إلى قوله: وترقى الأمر بيعقوب إلى أن كان من أمره ودخوله بلاد زابلستان - وهي بلاد فيروز بن كبك ملك زابلستان - وما كان من أمره مع رسول ملك الهند على جسر بسط ودخوله بلاد هُرَاة ثم بلخ، وإعماله الحيلة إلى أن دخل بلاد نيسابور، وقبضه على محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين، ثم دخوله إلى بلاد طبرستان ... إلى أن قال: وكانت سياسة يعقوب بن الليث لمن معه من الجيوش سياسة لم يسمع بمثلها فيمن سلف من الملوك في الأمم الغابرة من الفرس =