شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

المذهب الأشعري

صفحة 341 - الجزء 1

  الواضح بين أولئك المتسلطين وبين دعاة أهل البيت $، كوضوح النهار من الليل، والسماء من الأرض، والمؤمن من الكافر، والمهتدي من الضال، والحي والميت، والأعمى والبصير، والظل والحرور.

  ولا يخفى على أهل العقول أن المؤمن أولى بالخلافة من الفاسق، وأن المهتدي أولى من الضال، وأن العادل أولى بها من الجائر، عرفت ذلك الأمة، وتحققته في مبادئ فطرتها وضرورة دينها، ولم يكن داؤها هو الجهل، كَلّا؛ بل إن داءها هو الأهواء وحب الدنيا، وتماماً كما قال سبحانه: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ٢٠ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ٢١}⁣[القيامة] {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً ١٩ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً ٢٠}⁣[الفجر].

  لذلك سارعت الأمة إلى قتل الحسين #، وطاعة يزيد وعبيد الله بن زياد، ثم هرولت إلى مناصرة مروان الطريد ومشايعته ومبايعته بإمرة المؤمنين، وخلافة رسول ربِّ العالمين، وتركت - كما ذكرنا - سيد العابدين وكامل آل محمّد ÷، مع علمها بما بين الطرفين من الفوارق الجليَّة الواضحة.

المذهب الأشعري

  أورد شوقي ضيف صاحب كتاب (العصر العباسي) [٤/ ١٧٧] قائلاً: كان أبو الحسن الأشعري علي بن إسماعيل سليل أبي موسى الأشعري، المتوفى سنة ٣٢٤ هـ، تلميذاً لأبي علي الجبائي المعتزلي، وقد ظل على مذهب المعتزلة أربعين عاماً، كان يختلف فيها إلى حلقات أستاذه أبي علي الجبائي، ثم بعد ذلك تاب⁣(⁣١) من القول


(١) «١) هذا حسب تعبير شوقي ضيف واعتقاده.١)