شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

موقف خالد لجابر بن عبد الله ¥ (ت 73 هـ):

صفحة 51 - الجزء 1

  - (لِأَئِمَّةِ الكُفْرِ) هذه الإضافة تفيد التعريف أصلاً. ومع هذه الفائدة فوائد أخرى عارضة، بها يرتفع الكلام إلى أعالي درجات البلاغة هي:

  ١ - غاية الذم، حيث جعلهم أئمة الكفر ورؤوسه وسمَّاهم به، وسيأتي تعيين المقصودين بأئمة الكفر (ص: ٨٥).

  ٢ - الإيجاز والاختصار.

  ٣ - التعجب والتعجيب مما صاروا إليه من البسطة والنفوذ في الدنيا مع ما هم عليه من الكفر والضلال.

الأمة بعد موت النبي ÷

  كما ذكرنا سابقاً فإن الأمة بعد موت النبي ÷ لم تلتزم بما عهد إليها نبيُّها ÷ في حق علي وفاطمة وأولادهما، والمراد بذلك هو الجمهور والغالب، لا كل أفراد الأمة على سبيل الاستغراق، فإنه قد بقي على عهد النبي ÷ جماعة قليلة؛ غير أن الظروف السياسية في ذلك العهد الأول لم تسمح لهم بالتعبير والإعلان عما يذهبون إليه من الرأي في أهل البيت $.

موقفٌ خالدٌ لجابر بن عبد الله ¥ (ت ٧٣ هـ):

  وبلى، فقد أعلن بعضهم شيئاً من السر المكتوم، نفثت بها صدورهم. من ذلك: ما رواه السيد أبو طالب الهاروني # في أماليه [١/ ١٠٦] بسنده عن عطية العوفي، قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائرين قبر الحسين #، فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل، ثم اتزر بإزار، ثم ارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها (طيب) فنثره على بدنه، ثم لم يخطُ خطوة إلا ذكر الله تعالى حتى دنا من القبر، قال: يا عطية، أَلْمِسْنِيهِ، فألمسته، فخَرَّ على القبر مغشيّاً عليه، فرششت عليه شيئاً من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين، يا حسين، يا حسين - ثلاثاً -، ثم قال: حبيب