وقتل أبو جعفر غير من ذكرنا من آل الحسن ومن آل أبي طالب رضوان الله عليهم، والغرض هنا الإشارة إلى بغي العباسيين وظلمهم لأهل بيت النبي ÷، وإسرافهم في دمائهم وإزهاق أنفسهم.

  وهناك الكثير من أولاد علي # خصوصاً، ومن آل أبي طالب عموماً، أودعهم أبو جعفر في ظُلمات السجون، وصبَّ عليهم حر السياط، ومزق جلودهم بنارها كما فعل بموسى بن عبد الله بن الحسن، فإنه جلده خمسمائة جلدة⁣^(⁣١). وهكذا فعل أبو جعفر بأنصار محمد بن عبد الله وأشياع أخيه إبراهيم، فإنه تتبعهم وألحق بهم ألوان العذاب من القتل والجلد والسجن وأنواع الإهانة.

  وفي الحديث: «ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ..» الحديث.

أول من سن ظلم أهل البيت $

  أول من سن ظلم أهل البيت $ بالقتل والقتال هو معاوية بن أبي سفيان فإنه فعل ما هو ظاهر مشهور، فإنه قاتل عليّاً #، وقتل الحسن، وأظهر العداوة التي لا غاية بعدها لأهل البيت $، فأمر المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بلعن علي #، وأمر بالبراءة من دين علي، وقتل كل من كان يُحبُّ عليّاً وأهل بيته، وجعل ذلك ديناً وسُنَّةً وشريعةً يتقرب المسلمون بها إلى الله.

  فسار على هذه السنة الخبيثة من تلاه من خلفاء بني أمية، ثم مَنْ جاء بعدهم من خلفاء بني العباس، فقد ساروا على أعقابهم، وسلكوا سبيلهم، فقتلوا أهل البيت

(١) مقاتل الطالبيين (٣٣٣ - ٣٣٦) وذكر قصة جلده حتى غشي عليه.