شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

دعوة أهل البيت $ ورفض الظالمين لها:

صفحة 241 - الجزء 1

  وما روي عن علي #: (والله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلتَ لما كان لهما عندي هوادة، ولا ظفرا مني بإرادة، حتى آخذ الحق منهما ... إلخ)⁣(⁣١).

  وما روي أنه # أمر برد القطائع والصلات التي أقطعت من مال الله، ولو كانوا قد نكحوا بها النساء، واشتروا الإماء.

  ٥ - الحق لا يبرر أعمال الظالمين بالقضاء والقدر ومشيئة الله وإرادته، ولا يسمي الظالم مؤمناً، ولا يُمنِّيه بدخول الجنة بشفاعة النبي ÷ أو بـ «لا إله إلا الله» وحدها، ولا يدعو الناس إلى السكوت عن الظالم ومجاملته كما هو الحال عند أهل البيت، ولا ... إلخ.

  ٦ - الدين الحق يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويأمر أهله بأن لا يخشوا في الله لومة لائم ما استطاعوا.

  فلمثل ما ذكرنا تأكدت معرفة الظالمين أنه لا عيش لهم ولا بقاء مع الدين الحق، فلذلك اشتدت عنايتهم في قتل أهل الحق ومطاردتهم، وبذلوا في ذلك كل غالٍ ورخيص، وسعوا بكل جِدٍ واجتهاد إلى دعم مذهب معاوية والترويج له، وطمس مذهب أهل البيت $، وخنقه، وقلعه من جذوره، وتنظيف الحواضر الإسلامية من آثاره.

  وقد كان معاوية هو أول من فتح باب الظلم بالقتل والقتال لأهل البيت $ من أجل ما ذكرنا، وتبعه في ذلك بنو أمية ثم بنو العباس.

  وقد اختص معاوية وبنو أمية بعداء خاص لبني هاشم ولا سيما آل أبي سفيان


= (١٠/ ٢٤٨) سنن ابن ماجه (٢٥٤٧) (٢/ ٨٥١)، مسند إسحاق بن راهويه (٨٦١) (٢/ ٣٣٥)، الطبقات الكبرى (٤/ ٦٤)، وغيرها كثير.

(١) نهج البلاغة (٦٧١) وشرحه (١٦/ ١٦٨)، العقد الفريد (٥/ ١٠٦)، العواصم والقواصم (٨/ ٢٥٠) وهذا الكلام من كتاب له # إلى بعض عماله.