لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في ذكر العقل]

صفحة 12 - الجزء 1

  (قلنا: له من الدماغ مادَّةٌ، فالكيُّ لإصلاحها كَكَيِّ باطني الْعَقِبِ لبعض أوجاع البطن وكاللِّحْيَةِ لها مادةٌ من الذَّكر).

  قال (جمهور أئمتنا $: والعقل معنىً غير الضرورية) إذ هو عَرَضٌ تُعرَفُ به الضرورية وغيرها.

  وقال (المهدي # والمعتزلة: بل هو الضرورية) وهي عندهم مجموع علوم عشرة، وقد جمعها الشاعر في قوله:

  فَعِلْمٌ بِحَالِ النَّفْس⁣(⁣١) ثُمَّ بَدِيهَةٌ ... كذا خبرةٌ ثم المشاهَدُ رابعُ

  وَدَائِرَةٌ والقَصْدُ بَعْدَ تَواتُرٍ ... جَلِيُّ أُمُورٍ والتَّعَلُّقُ تَاسِعُ

  وعَاشِرُها تمييزُ حُسْنٍ وضده ... فَتِلكَ عُلُومُ العَقْلِ مهما تُرَاجعُ

  (قلنا: لو كان) العقلُ (هو الضرورية) التي ذكرتموها (لكان مَنْ لم يحضرْها دفعةً في قلبه، أو لم يخطِرْها بباله كذلك عند اشتغاله بنحو نظرٍ أو بنحو تصوُّرِ بعضها غيرَ عاقلٍ؛) لعدم حضورها أو خطُورها معاً بقلبه (وذلك معلوم البطلان).

  (قالوا) أي: المعتزلة: (لو كان غيرَها لصحَّ وجودُها مع عدمه، وعدمُها مع وجوده).

  (قلنا: لا يلزم صحةُ وجودها مع عدمه؛ إذ هي إدراكٌ مخصوصٌ لا يحصلُ إلا به) أي: بالعقل وذلك (كالمشَاهَدَة) للمرئي فهي (إدراكٌ مخصوصٌ لا يحصلُ إلَّا بمعنى ركَّبه الله في الحدق) أي: في العين (كما يأتي إن شاء الله تعالى) في فصل: والله سميع بصير.

  (وأمَّا ذهابها) أي: الضرورية (غالباً عند نحو التفكر مع بقائه) أي: العقل (فملتَزَمٌ غيرُ قادحٍ كذهاب الُمشَاهَدة عند غيبوبة المُشَاهَدِ) أي: المرئي (مع بقاء المعنى في الحدق).


(١) أولها: العلم بالنفس أي بوجودها وأحوالها من كونه مشتهياً ونافراً وثانيها: العلم بالبداهة نحو كون العشرة أكثر من الخمسة، وثالثها: العلم بالخبرة كانكسار الزجاج بالحجر، ورابعها: العلم بالمشَاهد كهذا زيد وهذا عمرو، وخامسها: العلم بحصر القسمة الدائرة كالعلم بأن المعلوم لا يخلو إمَّا أن يكون موجوداً أو معدوماً، وسادسها: العلم بمقاصد المخاطبين الجلية، وسابعها: العلم بمُخْبِرِ الخبر المتواتر كتواتر الأخبار بمكة وثامنها: الأمور الجلية قريبة العهد كعلم الإنسان ما لبس بالأمس وما أكل، وتاسعها: العلم بتعلق الفعل بفاعله، وعاشرها: العلم بحسن الحسن وقبح القبيح.