لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل في بيان معنى النبي والرسول

صفحة 120 - الجزء 1

  وقالت (البراهمة⁣(⁣١): بل) بعثة الرسل (قبيحة؛ إذ العقل كافٍ) في معرفة الواجبات والمقبحات، فبعثتهم لتعريف ذلك عبث.

  (قلنا: لا يُهتدَى إلى امتثال أمر المنعِمِ إلَّا بها) أي: ببعثة الرسل كما سبق ذكره.

فصل في بيان معنى النبي والرسول

  قال (القاسم والهادي @ وغيرهما: والنبي أعمُّ من الرسول؛ لأنَّ الرسولَ من أتى بشريعةٍ جديدةٍ من غير واسطة رسول) كموسى وعيسى ونبينا محمد $، وأمَّا النبي فهو يطلق على الرسول، وعلى من لم يأتي بشريعة جديدة كأنبياء بني إسرائيل، (خلافاً للمهدي # والبلخي) فقالا: لا فرق بين الرسول والنبي.

  (لنا: قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ}⁣[الحج: ٥٢] فعطف العام) وهو النبي (على الخاص) وهو الرسول (إذ ذلك) أي: العطف (يقتضي المغايرةَ) أي: كون المعطوف غير المعطوف عليه، ويؤيد ذلك أيضاً: ما رُوي عن النبي ÷ أنه سُئِلَ عن الأنبياء فقال: «مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفا» قيل: فكم الرسل منهم؟ فقال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر».

  قال (المهدي #، والبصرية، وهو ظاهر كلام القاسم #: ويَصِحُّ أن يكون النبي نبيّاً في المهد) لقوله تعالى: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}⁣[مريم: ٣٠].

  وقال (البلخي: لا يصح) أن يكون النبي نبياً في المهد؛ لأن الطفولَة مُنفِّرةٌ عنه.

  قال #: (قلت: وهو الأقرب؛ لأنَّ النبوَّةَ تكليفٌ، ولا تكليف على من في المهد؛ لعدم التمييز والقدرة، إلَّا أن يجعلهما⁣(⁣٢) الله سبحانه له فلا بأس؛ لأنَّ الله سبحانه على كل شيء قدير). وأمَّا كلام عيسى #، فهو لبراءة مريم من الريب، ثم رجع إلى حال الأطفال، فلمَّا كمل عقله بعثه الله رسولاً.


(١) رؤساء فرق الكفار بالهند. تمت من حواشي الإصباح على المصباح.

(٢) لفظ المتن: في نسخة «ث» (إلا أن يجعلها).