فصل في بيان معنى النبي والرسول
  وقالت (البراهمة(١): بل) بعثة الرسل (قبيحة؛ إذ العقل كافٍ) في معرفة الواجبات والمقبحات، فبعثتهم لتعريف ذلك عبث.
  (قلنا: لا يُهتدَى إلى امتثال أمر المنعِمِ إلَّا بها) أي: ببعثة الرسل كما سبق ذكره.
فصل في بيان معنى النبي والرسول
  قال (القاسم والهادي @ وغيرهما: والنبي أعمُّ من الرسول؛ لأنَّ الرسولَ من أتى بشريعةٍ جديدةٍ من غير واسطة رسول) كموسى وعيسى ونبينا محمد $، وأمَّا النبي فهو يطلق على الرسول، وعلى من لم يأتي بشريعة جديدة كأنبياء بني إسرائيل، (خلافاً للمهدي # والبلخي) فقالا: لا فرق بين الرسول والنبي.
  (لنا: قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ}[الحج: ٥٢] فعطف العام) وهو النبي (على الخاص) وهو الرسول (إذ ذلك) أي: العطف (يقتضي المغايرةَ) أي: كون المعطوف غير المعطوف عليه، ويؤيد ذلك أيضاً: ما رُوي عن النبي ÷ أنه سُئِلَ عن الأنبياء فقال: «مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفا» قيل: فكم الرسل منهم؟ فقال: «ثلاثمائة وثلاثة عشر».
  قال (المهدي #، والبصرية، وهو ظاهر كلام القاسم #: ويَصِحُّ أن يكون النبي نبيّاً في المهد) لقوله تعالى: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}[مريم: ٣٠].
  وقال (البلخي: لا يصح) أن يكون النبي نبياً في المهد؛ لأن الطفولَة مُنفِّرةٌ عنه.
  قال #: (قلت: وهو الأقرب؛ لأنَّ النبوَّةَ تكليفٌ، ولا تكليف على من في المهد؛ لعدم التمييز والقدرة، إلَّا أن يجعلهما(٢) الله سبحانه له فلا بأس؛ لأنَّ الله سبحانه على كل شيء قدير). وأمَّا كلام عيسى #، فهو لبراءة مريم من الريب، ثم رجع إلى حال الأطفال، فلمَّا كمل عقله بعثه الله رسولاً.
(١) رؤساء فرق الكفار بالهند. تمت من حواشي الإصباح على المصباح.
(٢) لفظ المتن: في نسخة «ث» (إلا أن يجعلها).