فصل [في ذكر المعجز وحقيقته]
  وقال (البلخي: ويجوز كذلك) أي: تقدم المعجز على النبوَّة (إرهاصاً) أي: تمهيداً للنبوَّة وإعلاماً بها، (وظاهره الإطلاق) أي: سواء كان مُعرِّفاً بالنبوَّة أم لا.
  قال #: (قلت وبالله التوفيق: لا دليل) على أن المتقدم معجز (إن لم يكن مُعَرِّفاً) بالنبوَّة؛ (لما مرَّ) من أنه يجوز أن يكون آيةً مصادفةً وليس بمعجز.
  وقالت (البصرية: لا يجوز تقدمه، وظاهره الإطلاق) أي: سواءٌ كان مُعَرِّفاً أوْ لا.
  قال #: (قلت: حصلت الشهادة بنبوته) من ذلك المعجز المتقدم، (كالمقارن) للدعوى (إن عَرَّف) بالنبوَّة.
  قال (أئمتنا $ والبهشمية: ولا يجوز) ظهور المعجز (لغير نبي) لأن يؤدى إلى لبس المحق بالمبطل، وذلك قبيح.
  وقالت (الإمامية: بل يجب ظهوره للإمام).
  وقال (عَبَّاد) بن سليمان الصيمري: (بل يجوز ظهوره على حجج الله في كل زمان).
  وقالت (الملاحمية، وهو ظاهر كلام المهدي # والحشوية: بل يجوز للصالحين) لكن كلام المهدي # ليس على ظاهره، وإنما أراد الكرامات كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  وقالت (الأشعرية: بل يجوز للكفار، ومن يَدَّعي الربوبية لا النبوَّة كاذباً).
  (قلنا: جميع ذلك تلبيس وتشكيك بتصديق الأنبياء À؛ لأنَّ الكفار يقولون) للنبي: (لا نُصدقك؛ لأنَّه قد أتى بمثل هذا المعجز من ادَّعى الربوبية وهو كاذب) فيمكن أن تكون دعواك مثله، (و) قد أتى بمثله أيضاً (من ادَّعى الإمامة أو الصلاح، أو كونه مُحقّاً في حجته) فما يؤمننا أن تكون مثلهم، (فلعل المعجزةَ) التي ظهرت (كانت لبعضها) أي: لبعض الأمور التي تقدم ذكرها (لكنك تجاريت بالكذب) فيما ادَّعيت (طمعاً في نيل الدرجة العليا، وهي النبوَّة) وإذا جوَّزنا ذلك من قولهم لم تقم حجة لنبي على قومه في تكذيبهم إياه، ولأدى إلى لبس المحق بالمبطل (والله عدل حكيم لا يفعل ذلك) لأنَّه ينافي الحكمة.