لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 124 - الجزء 1

  (وأيضاً) فإن المعجز (لا يكون مُعجزاً إلَّا إذا كان مُعرِّفاً بالنبوَّة، ولم يقع) أي: التعريف فيما جَوَّزوه على غير الأنبياء $، (أو) كان حصول المعجز (بعد الدعوى، والدعوى للمُعجز لا تكون إلَّا بعد الوحي بأن الله سيفعل ذلك) المعجز.

  (وليس الوحيُ إلَّا للأنبياء $ إجماعاً) فثبت بذلك أنَّه لا يكون المعجز إلَّا للأنبياء $.

  قال (أئمتنا $: وكرامات الصالحين من نحو: إنزال الغيث، وإشفاء المريض، وتعجيل عقوبة بعض الظالمين الحاصلة بسبب دعائهم ليست بمعجزاتٍ) لهم وإن كانت خارقة للعادة؛ (لعدم حصول شرط الُمعجز فيها) وهو التعريف، أو وقوعه عقيب الدعوى مطابقاً كما مَرَّ، (وإنما هي إجابةٌ من الله تعالى لدعائهم) وتكريمٌ من الله لهم؛ لما هم عليه من الصلاح والتقوى؛ (لأن الله تعالى قد تكفل لهم بالإجابة) لقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ولما في ذلك من المصالح العظيمة برفع شأن الصالحين، والتطَافِ كثير من الناس بسبب ذلك.

  قال #: (ولعل مراد الإمام المهدي # بما مرَّ) من قوله: بجواز ظهور المعجز على الصالحين (هذه الكرامات) المتقدمة من إنزال الغيث ..، وسمَّاها معجزاً على سبيل التسامح.

  (فإن ادَّعاه) أي: المعجز أحدٌ لادِّعائه النبوَّة وهو (كاذب كفى) في تكذيبه (تخلفُه).

  (وقيل: بل يجب حصول النقيض إذا كان أدْعى إلى تكذيبه).

  وقالت (البهشمية: لا يجوز) حصول النقيض؛ (لأن تخلف مراده كافٍ).

  (قلنا: لا يجب) حصول النقيض؛ (لعدم دليل الوجوب مع حصول الكفاية بالتخلف، ولا منع) من حصول النقيض؛ (لأنَّه حَسَنٌ) ولا وجه لقبحه.