لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 158 - الجزء 1

  معانيها الغير ممتنعة على قاعدة أئمتنا $ والجمهور) في أن المشترك يُحمل على جميع معانيه إن لم تصرف عن بعضها قرينة (بدليل قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}⁣[الأحزاب: ٥٦] وهي من الله سبحانه: مُعظم الرحمة، ومن الملائكة $ الدعاء والاستغفار) فأطلق سبحانه لفظ الصلاة وأراد بها المعنيين معاً وهما: الرحمة، والدعاء والاستغفار.

  (و) ذلك كما في الاسم العام فإنه قد ثبت (تناول لفظ شيءٍ في قوله تعالى: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ}⁣[النساء: ٥٩] الآية كلما يُسَمَّى شيئاً على اختلاف الماهيات) فكما جاز في الاسم العام أنْ يُراد به جميع الأشياء المختلفة جاز ذلك في المشترك إذ لا فرق (و) يدل على ذلك أيضاً (صحة الاستخدام)⁣(⁣١) في لغة العرب، وهو مما يزيد الكلام حُسنَاً وملاحةً (نحو قول الشاعر:

  إذا نَزَلَ السَّماءُ بأرضِ قوم ... رَعَيْنَاهُ وإنْ كانُوا غِضَابَا)

  فإنه (أراد بالسماء، وهو لفظ واحد: المطرَ والنباتَ معاً) وهما معنيان مختلفان، وكلاهما مجاز للسماء (بدليل قوله: نزل السماء) والنزول من صفات المطر (وقوله: رعيناه) أي: النبات، فقد أراد بلفظ السماء معنَييْن مُختلِفَيْن مجازيين.

  (ومن جملة معاني «وَلي»: مالك التصرف) فيفيد معنى الآية: إثبات ولاية أمير المؤمنين علي # على الأُمّة، وملك التصرُّف عليهم، كما ثبت لِلهِ ولرسوله، وهو معنى الإمامة.

  (ومما يدل على إمامته # من السُّنَّة: قوله ÷: «ألست أولى بكم من أنفسكم لا أَمْرَ لكم معي»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فعليٌ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ


(١) وصحة الاستخدام: هو أن يؤتى بلفظ له معنيان فيراد به أحدُهما ثم يراد بضميره المعنى الآخر. تمت جواهر البلاغة.