فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
  (والأول) أي: الراجح الذي هو الظن (إن طابق) الواقع: (فصحيحٌٌٌ، وإلَّا ففاسدٌ).
  (وقد يطلق الوهم على الغلط، وعلى الشك) فيقال وهمتُ في كذا، أي: غلطتُ وشككتُ فيه.
  (والتَّوهُّم) في اللغة (التصور) للشيء (صواباً كان) ذلك التصور بأن طابق الواقع (أم خطأً) بأن خالفه (قال الشاعر:
  بأضْيَعَ مِنْ عَيْنَيْكَ لِلدَّمعِ كُلَّمَا ... تَذَكَّرْتَ رَبْعاً أو توهَّمتَ مَنْزِلاً)
  أراد: أو تصورتَ منزلاً.
  (وقد يطلق) أي: التَّوهُّم (على الظنِّ) فيقال: توهمتُ كذا، أي: ظننته.
  (والجهل) نوعان: (مفرد، ومركب).
  (فالمفرد: انتفاء العلم بالشيء) فلا يتصور ولا يخطر ببالٍ، ويسمى الجهل البسيط.
  (والمركب: تصوُّر المعلوم أو تصديقُه على خلافِ ما هو عليه) أي: أنَّه مركبٌ من جهلين: الجهل بحقيقة الشيء، والجهل بأنَّه جاهلٌ.
  (والسهو: الذهول عن المعلوم) أي: الغفلة عن الشيء الذي كنت تعلمه.
فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
  (والنَّظَرُ: مشتركٌ) أي: لفظة مشتركة بين معانٍ منها: نظر الجارحة، ونظر الرحمة، ونظر الانتظار، ونظر الفكر (والمراد به) أي: بالنظر هنا (إجالةُ الخاطرِ في شيءٍ لتحصيل اعتقاد)، (ويرادفه) أي: يساويه في المعنى، لفظ (التفكر المطلوبُ به ذلك) أي: تحصيل اعتقاد.
  (وهو) أي: النظر (ينقسم إلى قسمين: صحيح وفاسد).
  (والأول) وهو الصحيح: (ما يتبعُ به أثَرٌ، نحو: التفكر في المصنوعِ ليُعرَفَ الصانع).
  (والثاني) وهو النظر الفاسد: (ما كان رجماً بغيب) أي: من دون اتباع أثرٍ، (نحو التفكر في ذات الله تعالى، وفي ماهية الروح).