لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 180 - الجزء 1

  (فليس ما قالوا بصحيح) من أن ما تعمده الأنبياء صغائر لكثرة ثوابهم، (وأيضاً لا خلاف في وقوع خطايا الأنبياء $، فإن تعمدوها لأجل تعريفهم أنها صغائرٌ فذلك إغراءٌ، وهو لا يجوز على الله تعالى) لأن الإغراءَ بفعل القبيح كفعل القبيح، (وإن تعمدوها جرأةً على الله تعالى من غير مُبالاةٍ بصغرها وكبرها، وحاشاهم، ثم تبينت لهم) أنها صغائرٌ مغفورةٌ (من بعد) الإقدام عليها جرأة (فذلك مُؤَدٍ إلى التنفير عن قبول ما أتوا به) من الشرائع (وذلك باطل) لا يجوز وقوعه في حق الأنبياء $.

فرع

  (ووقوعها)⁣(⁣١) أي: المعصية (منهم $ من باب التأويل، وهو إمَّا لتفريط في التَحَرُّزِ) عن المعصية (لظنهم أنهم لا يقعون فيها) لما معهم من الخشية لله سبحانه فكان ذلك سبباً في وقوع المعصية منهم سهواً، (ومن ذلك خطيئة آدم #) في أكله الشجرة (أو لظنهم أنها غيرُ معصيةٍ، ومن ذلك خطيئة يونس #) كما مرَّ ذكره، (و) من ذلك أيضاً خطيئة (داود #).

فصل

  (والإيمان لغةً: التصديق) كما في قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا} أي بِمُصَدِّقٍ لنا.

  قال (أئمتنا $ وجمهور المعتزلة والشافعي، وبعض الخوارج: وديناً) أي: في دين الإسلام بنقل الشارع له إلى أصول الدين: (الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات).

  وقالت (الأشعرية: بل الإيمان التصديق بالله فقط) أي: من دون سائر الأعمال فهو باقٍ عندهم على معناه اللُغوي لم ينقل.

  وقالت (الكرامية) من المجبرة: (بل الإقرار باللسان) فقط وإن لم يحصل منه عمل.


(١) لفظ المتن: في نسخة «ب» (وقوعه).