فصل
  وقالت (الجهمية) من المجبرة (والمريسي) من المعتزلة: (بل هو المعرفة فقط) من دون اعتبار تصديقٍ ولا عمل.
  وقال (محمد بن شبيب) من مرجئة المعتزلة: (بل الإقرار بالله تعالى ورسوله والمعرفة بذلك) بالجِنَان (وما نُصَّ عليه) من الشارع (أو أُجمِع عليه) من الأحكام الشرعية (لا ما استُخرج) بنظر واستنباط بالاجتهاد، فالأعمال على قوله خارجةٌ عن الإيمان.
  وقالت (الحنفية: بل الإقرار بالله) ورسوله باللسان (والمعرفة بذلك) بالجَنَان (مطلقاً) أي: سواءٌ كان مما نُصَّ عليه أو أجمع عليه أوْ لا، والأعمال على قولهم خارجة عن الإيمان.
  وقالت (الغيلانية) من مرجئة المعتزلة: (بل الإقرار) باللسان (والمعرفة) بالجَنان (بما جاء عن الله تعالى) من الشرائع إذا كان ذلك (مُجْمَعَاً عليه).
  وقالت (النجدات) من الخوارج: (بل الإقرار بالله تعالى) وبملائكته (وبكتبه وبرسله، وترك الفعل المُحرم عقلاً).
  (لنا: قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون ٣ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}[الأنفال: ٤] ونحوها) كقوله: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}[البقرة: ١٤٣].
  (و) لنا أيضا من السنة (قوله ÷: «الإيمانُ بضعٌ وسبعون شعبةً، والحياءُ شعبة من الإيمان وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق») وهذا نصح صريح بأن الأعمال داخلة في مفهوم الإيمان (ونحو هذا الخبر) نحو ما رواه الرضا علي بن موسى الكاظم في صحيفته عن آبائه $ عن النبي ÷ أنه قال: «الإيمانُ إقرارٌ باللسان، ومعرفةٌ بالقلب، وعملٌ بالأركان».