فصل
  (والإسلام لغةً: الانقياد) والامتثال والاستسلام، قال تعالى: {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا}[الحُجُرات: ١٤] أي: استسلمنا وانقدنا.
  قال (أئمتنا $ والجمهور: و) الإسلام (ديناً) أي: بنقل الشارع له إلى أصول الدين هو: (مشترك) بين معنيين: أولهما بمعنى (الإيمان - وكلٌّ على أصله -) في حقيقة الإيمان، فعند أئمتنا وموافقوهم أن اسم الإسلام يطلق على الإيمان وهو: الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات.
  (و) المعنى الثاني: من معنيي الإسلام في الشرع هو (الاعتراف بالله ورسوله ÷، وما عُرِفَ من الدين ضرورة، والإقرار) باللسان (بذلك) أي: بالله ورسوله ... (مع عدم ارتكاب معصية الكفر، ففاعل الكبيرة غير معصية الكفر، مُسْلم فاسقٌ) يستحق الخلود في النار.
  وقال (بعض الإمامية: بل) الإسلام (الانقياد فقط) وإن لم يصحبه عمل.
  (لنا) حجة على أنَّ الإسلامَ يُطلق على الإيمان ديناً: (قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِين ٣٥ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِين}) [الذاريات: ٣٦] يريد لوطاً وأهله إلَّا امرأته، فدل ذلك على أن الإسلام هو الإيمان، (وقوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}) [آل عمران: ٨٥]، (و) لنا حجة أيضاً على أن فاعل الكبيرة يُسمَّى مسلماً (معاملة الرسول ÷ نحو السارق مِنْ تَبقيِةِ نكاحه، ونحو ذلك) من سائر المعاملات (كمعاملة المسلمين) فدل ذلك على أن حكم فاعل الكبيرة حكم المسلمين، وأنَّه يُسمَّى باسمهم.
فصل
  قال (أئمتنا $ وجمهور المعتزلة، والشافعي، وبعض الخوارج: والكبائر) من المعاصي (مُحبطاتٌ للإيمان فلا يبقى مؤمناً من ارتكب كبيرةً خلافاً لمن مرَّ) من الفرق المخالفة في حقيقة الإيمان الشرعي، حيث قالوا: إن الإيمان هو التصديق فقط.
  (لنا) حجة على قولنا: (ما مرَّ) من الأدلة على حقيقة الإيمان الشرعي.