لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 188 - الجزء 1

  (قلنا: لم نعقد⁣(⁣١) لهم ذمة).

  قال (البلخي: بل) لهم في الدنيا (حكم الفاسق) ولهم في الآخرة حكم الكفار في العقاب.

  (قلنا: صَحَّ كفرهم، فلزم لهم أحكام الكفار؛ لعدم الفارق) بين كُفْرٍ وكفرٍ، وبين أحكام الدنيا والآخرة (ولا دليل على صحة ما ذكروه) أي: ما ذكره المخالف.

فصل

  (ومن خالف المؤمنين المقطوع بإيمانهم جملةً نحو كل الأمة، أو كل العترة $ فيما مستنده غير الرأي⁣(⁣٢) عمداً) أي: وهو عالم أنه مخالفٌ لهم في قوله، (فهو فاسق؛ لقوله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}) [النساء: ١١٥] فعلم بهذه الآية أن معصيته كبيرة.

  (وكذلك من بغى على أئمة الحق؛ للآية) المتقدمة، (والإجماع) من الأمة على فسق الباغي على إمام الحق، والإجماع دليلٌ قطعيٌ؛ وذلك لأن مسألة الإمامة من أكبر مسائل أصول الدين التي لا يسع أحداً جهلُها، (وكذلك) يفسق (من تَوَلَّى الفساق أو جالسهم في حال عصيانهم غير مُكْرَهٍ؛ لنحو ما مرَّ) ذكره في تولِّي الكفار ومجالستهم، ولقوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... الآية} فنفى سبحانه الإيمان عن الموادِّ للمحادِّ لله ولرسوله، وهو يعمُّ الفاسق والكافر.


(١) في نسخة الشرح (لم تعقد).

(٢) يحترز به عن الإجماع في الأمور الدنيوية كالآراء والحروب. والله أعلم.