لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 190 - الجزء 1

  (أو للذم والعقاب فقط) أي: لخشية الذم والعقاب، (أو للمجموع) أي: مجموع الأمور الثلاثة (من دون وجه القبح) الذي تقدم بيانه (بقي التائبُ غير نادم من عصيان الله تعالى ومن الظلم، وهما بذر القبح الذي ثمرته الذم والعقاب) لفاعله.

  (وقيل) في حقيقة التوبة: (غير ذلك، وهو صحيح إن تضمن الندم من وجه القبح) أي إن كان الندم لأجل قبح المعصية فالتوبة صحيحة، (لكنَّ هذا القدر) الذي ذكرناه في حقيقة التوبة (كافٍ) في صحتها، (لحصول الرجوع من التائب والإقلاع بذلك) الذي ذكرناه.

فصل

  (وهي) أي: التوبة (مكفِّرةٌ) بنفسها (لكل معصيةٍ) صغيرة كانت أو كبيرة إجماعاً؛ (لقوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ...} الآية) [طه: ٨٢].

  (ويُبَدِّل الله بها مكان السيئات حسنات؛ لقوله تعالى: {إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ...} الآية) [الفرقان: ٧٠] واختلف في تفسير ذلك على أقوال منها: قول الإمام الناصر # في كتاب البساط في تفسير الآية: أعلمنا الله تعالى أنَّ العبدَ إذا تاب رَدَّ عليه ما بطلَ من عمله، وجعل بدل سيئاته حسنات.

  والثاني: إنَّ الله تعالى يمحو السيئات من صحائفهم ويثبت مكانها حسنات التوبة وما يكتسبونه بعدها من الحسنات.

  والثالث: إنَّ الله يبدلهم طاعته بعد عصيانه، وذكره بعد نسيانه والخير يعملونه مكان الشر.

  وهذه الأقوال محتملة، والقول الأول أولى وذلك لسعة رحمة الله وفضله بعباده.

  (قيل: ويعود بالتوبة ما أحبطته المعصية) من ثواب الحسنات، وهذا القول لأبي القاسم البلخي ومن معه، ويدل عليه كلام الناصر # فيما سبق.