لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 195 - الجزء 1

  (قلنا: يصير العفو) لغير المرتدع (كالإغراء) للعاصي بفعل المعصية (وهو قبيحٌ عقلاً).

  قال (أئمتنا $، وجمهور المعتزلة: ولا يجوز على الله تعالى خلف الوعيد مطلقاً) أي: لا في حق أهل الصلاة ولا في حق غيرهم.

  (وعن مقاتل بن سليمان، وبعض أهل خراسان: بل وعيد الله مقطوع بتخلُّفه مطلقاً) أي: في حق أهل الصلاة وغيرهم.

  وقال (بعض المرجئة: بل) وعيد الله (مقطوع بتخلُّفه في حق أهل الكبائر من أهل الصلاة فقط) وهؤلاء ليسوا بمرجئة على الحقيقة.

  وقال (بعض المرجئة: يجوز) خلف الوعيد (في حق أهل الصلاة فقط) أي: قالوا: بجوازه ولم يقطعوا بتخلفه، وهؤلاء هم المرجئة على الحقيقة.

  (لنا: قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا}⁣[النساء: ١٤] الآية ونحوها، ولم يفصل) تعالى بين الفاسق والكافر.

  (وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَار} إلى قوله: {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير}⁣[الأنفال: ١٥ - ١٦]، وقوله تعالى: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء: ١٢٣] ونحوهما من الآيات الخاصة في عصاة أهل الصلاة، وقد قال الله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}) [ق: ٢٩] ومن جوَّز خلف الوعيد من الله سبحانه في حق صاحب الكبيرة فقد نَقَضَ معنى هذه الآيات الدالة على عذابه وخلوده في النار.

  (قالوا: قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}⁣[الزمر: ٥٣] وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}⁣[الرعد: ٦] وقال تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}⁣[النساء: ٤٨] الآية ونحوها) من الآيات الدالة على غفران الذنوب على الإطلاق.

  (قلنا: آيات الوعيد لا إجمال فيها) وإن خرج من عمومها التائب ونحوه (وهذه الآيات) التي ذكروها في غفران الذنوب (ونحوها مجملة) أي: مطلقة، (فيجب حملها على) المقيد من