تقديم
تقديم
  ﷽ {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ٢٥ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ٢٦}.
  الحَمْدُ اللهِ الأوَّل بِلا أوَّل كان قبلَهُ، والآخِر بِلاَ آخِر يكونُ بعدَةُ، الذي قَصُرَتْ عن رؤيَتهِ أبصارُ الناظرينَ، وعَجَزَتْ عن نعتهِ أوهامُ الواصفين، نحمده على سوابغ نعمه، وبوالغ آلائه، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على أشرف مبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين، وصحابته الأخيار المنتجبين.
  وبعد:
  فإنَّه لمَّا كان علمُ الكلامِ - علمُ أصولِ الدين - من أجل العلوم قدرا، وأعظمها نفعا، وأعمها وجوبا، لكونه لبيان معرفة الله سبحانه، وتنزيهه عن مشابهة خلقه، وأفعال بريته، وعن فعل الفساد، وظلم العباد.
  وكان من أعظمِ كُتبِ الأصول الموصلة إلى معرفة الملك المعبود، والجامعة لأقوال جمهور أئمتنا $، والجمهور من غيرهم، وكذلك أقوال الفرق والطوائف الأخرى مع رد شبههم الواهية بالأدلة والبراهين القاطعة (كتابُ الأساس لعقائد الأكياس) للإمام الأجل المنصور بالله ø/القاسم بن محمد # من جدّد الله به الدين الحنيف وأحياء بعلومه معالم الشرع الشريف، في القرن العاشر الهجري، ولا زالت آثاره بينة، وفضائله ظاهرة، وكراماته معروفة، إلى أن توفاه الله سنه (١٠٢٩ هـ) عن (٦٢) سنة، وشهرته تغني عن التعريف بفضله وعلمه، فقد نفع الله بعلومه الأنام، وخير شاهد كتابه هذا الذي جمع فيه من الفوائد العظيمة، والدرر الثمينة، والجواهر النفيسة، ما يدل على فضله وغزارة علمه، ورجاحة عقله، وصفاء ذهنه، وقوة قريحته، وحدة ذكائه، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
  أحببتُ(١) أن أدلي بدلوي بين الدلاء، مذكِّراً بأقوال أسلافنا الأخيار وأئمتنا الأبرار، بما يوفقني الله له من ذكر أقوالهم في الأصول، إحياءً لعلومهم، وتشبهاً بأفعالهم واقتفاءً لآثارهم،
(١) جواب (لمَّا).