وسيراً على منوالهم، ومشاركة في ثواب أعمالهم وطاعاتهم، وطلباً لرحمة الله وثوابه، لعله سبحانه أن يقبلنا ويدخلنا معهم برحمته في عباده الصالحين، متقرباً بهذا العمل إلى الله، وصلة وبراً بوالدنا المؤلف # عسى الله أن يقرَّ عينه بذلك، وأن يكون سبباً لنا إلى رضوان الله، وفوزاً بثوابه، فنسعد بمجاورتهم غداً، ونحظى بمرافقتهم في تلك الرياض المباركة والمساكن الطيبة، والأنهار الجارية، في دار كرامته ومحل أوليائه وأحبائه.

  نعم ... ومما يدل على أهمية كتاب الأساس، إقبال العلماء والمتعلمين عليه، تدريساً وشرحا، وقراءة وحفظا، وفي هذا دلالة واضحة على بركة عمل المؤلف وإخلاصه لله تعالى، بالإضافة إلى موسوعته العلمية، التي شملت أقوال أئمتنا والفرق الأخرى كما أسلفنا ذكره.

  هذا ... ولمَّا رأينا رغبة طلبة العلم إليه، وإقبالهم الشديد عليه، وحرصهم على فهمه، مع صعوبة بعض ألفاظه وغموض مسائله، وخاصة على الطالب المبتدئ، كما لا يخفى ذلك على الدارسين، بل ربَّما وصل الحال ببعضهم أن يعيد دراسته لتعقد مسائله حتى إنه لا يكاد يكمل قراءة المؤثر والدليل في المقدمة وغير ذلك ... إلَّا ويشعر بالملل والكلل من قراءته وربَّما نفر عنه لصعوبته.

  لذلك ... عزمتُ بعون الله وتوفيقه ولطفه وتسديده، على وضع تعليق بسيط على الأساس؛ ليسهلَ فهمهُ على الطلبة الكرام، ويستفيدَ منه الخاص والعام، ويصل إلى مقصود نفعه كل طالبيه، وأغنيهم عن الشروح الكبيرة، بتوضيح مبسط لألفاظه، ومبين لمعانيه، وسميته: (لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس) خدمة للعلم وطلبته المخلصين، وتسهيلاً لحفظ مهماته للراغبين واختصاراً للوقت عند المراجعة أو التحضير، مع قلة بضاعتي وقصر باعي في هذا الميدان؛ إلَّا أنّي أرجو من الله أن يوفقني للقيام بهذا العمل، وأن يجعل سعيي فيما يرضيه، و يعينني على ما أقصده من ذلك وأبغيه، وأن يجعلَه خالصاً لوجهه الكريم، وحياة لدينه القويم، وأن يعمَ نفعه جميع الإخوان، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.