[جنة آدم]
  تَفَرَّقت إلى مذاهب شتى، وليس كلها بمصيب) للحق وإن اجتهد؛ (لما مرَّ) من أنَّ الحقَ واحدٌ (ولقوله ÷: «ستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إِلَّا فرقة واحدة»، وهذا الخبر) مقطوع بصحته؛ لأنَّه (متلقَّى بالقبول) من جميع الأمة لا يختلفون فيه، (ولم يمت ÷ إلا وقد بلَّغ عن الله تعالى بيان الفرقة الناجية؛ لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ..}) [المائدة: ٣] الآية وهي نَصٌّ في إكمال الدين ومن أعظم الدين وأهمّه بيان الفرقة الناجية ومن ترجع الأمة إليه عند الاختلاف بعده ÷ ويقوم مقامه، (وقوله ÷: «ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الجنة إلَّا دللتكم عليه» الخبر) وذلك أي بيان الفرقة الناجية (بآية المودة وآية التطهير، وآية المباهلة وغيرها من الآيات الدالة على أنَّها) أي: الفرقة الناجية (هي العترة الطاهرة ومن تابعها) في دينها من سائر البرية، (وبما وَرَدَ في المعصومين خاصة مما لا يُنكره الموالف والمخالف) مما تقدم ذكر بعضه.
  (ومما ورد فيهم) أي: في المعصومين (وفي سائر العترة $ عامة قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوضَ» وهذا الخبر متواترٌ مُجمع على صحته).
  (وقوله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلَّف عنها غرق وهوى ومن قاتلها(١) آخر الزمان فكأنَّما قاتل مع الدجال لعنه الله» وهذا الخبر مجمع على صحته أيضاً عند علماءِ آل الرسول À وشيعتهم، وأهل التحقيق من غيرهم) وإجماعهم حجة قطعية يجب اتباعه.
  (وقوله ÷: «ولا تخالفوهم فتضلوا») «ولا تشتموهم فتكفروا» فحكم بالضلال على من خالفهم وبالكفر على من شتمهم (إلى غيرهما)(٢) مما يطول ذكره (من زهاء) أي:
(١) لفظ المتن في الشرح (قاتلنا). تمت.
(٢) لفظ المتن في الشرح (إلى غيرها). تمت.