[جنة آدم]
  قدر (ألف حديث من رواية الموالف والمخالف) كل واحد منها يقضي بفضلهم وأنَّهم أهل الحق الذي يجب اتباعهم، وبذلك يحصل القطع بنجاتهم من كل هولٍ يوم القيامة.
  (وفي أعيان أئمتهم $ بعد الأربعة) المعصومين (ع) من ذلك: ما ورد (في زين العابدين #(١) عنه ÷ أنَّه قال: «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين» ونحوه). [أخرجه الإمام الموفق بالله في الاعتبار وسلوة العارفين بسنده عن جابر].
  (وفي) سبطه (زيد بن علي #(٢) عن صنوه محمد بن علي الباقر $ عن النبي ÷ أنَّه قال للحسين: «يا حسين يخرج من صلبك رجل يُقال له: زيد يَتخَطَّى هو وأصحابه
(١) هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، مولده بالمدينة ووفاته بها سنة (٩٥ هـ) وقيل غير ذلك، ودفن في البقيع بجوار عمه الحسن بن علي (ع) وعمره (٥٧) سنة، وهو في الزهد والحلم والورع والعبادة مضرب المثل وشهرته تغني عن التعريف به. تمت.
(٢) هو الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والاجتهاد، الغاضب لله في الأرض، ومقيم أحكام السنة والفرض، أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ وهو مجدّد المائة الأولى، وإليه تُنسَبُ الزيدية. أحد أئمة الإسلام وإمام أهل البيت الكرام، امتاز بالعلم والشجاعة والفصاحة، وكان يُشبَّه بأمير المؤمنين في الفصاحة والبلاغة والبراعة. مولده #: بالمدينة سنة (٧٥ هـ) على الأصح وبها نشأ، ورضع العلم من بيت النبوة على يد والده زين العابدين وأخيه الباقر حتى فاق أقرانه وعلا على أهل زمانه وسُمّي بحليف القرآن، ولقد شهد له أهلُ بيته وعلماء عصره بالفضل والتقدم عليهم وأخذوا من علمه، ومن الفقهاء الذين أخذوا عنه فقيه العراق: أبو حنيفة النعمان بن ثابت المتوفي سنة (١٥٠ هـ) حيث كان من تلامذة الإمام زيد بن علي، وأحد أتباعه وأنصاره. ولمَّا ... اشتهر فضلُه وتقدمه، وظهر علمه وبراعته وعُرِفَ كماله الذي تقدم به أهلَ عصره؛ أجمع جميع طوائف الأمة مع اختلاف آرائهم على مبايعته، فنهض بأمر الله ودعى الخلق إلى كتاب الله وسنة جده رسول الله، وقام بجهاد الظالمين ونصرة المستضعفين، والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، وثار على الظلم، ورفع راية الحق والجهاد، حتى قضى نحبه ومضى لسبيله ولقي الله شهيداً وهو راضٍ عنه في عصبة زيدية تقفوا السبيل الأنورَ. استشهد #: في زمن هشام بن عبد الملك الأموي، ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة (١٢٢ هـ) عن (٤٦) سنة. ولقد مثَّلَ به أبشع مثلة وصلبَه في كناسة الكوفة فترة طويلة، ثُمَّ أحرق جسده الشريف وذراه في الفرات ليخفي بذلك موضع قبره، ويطفئ نور فضله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكارهون، فقد ملئ الله الآفاق من فضائله، وبارك في أتباعه وأنصاره وملأ ذكره الخافقين ... ، ولو تركوا هذا الإمام وشأنه؛ لأحيا الله به وبعلومه معالم الدين الحنيف والشرع المنيف، ولقد أثرى الأمة بمؤلفاته الفائقة، ومصنفاته الرائعة منها: كتاب تفسير القرآن، وكتاب غرائب معاني القرآن، وكتاب الإيمان، وكتاب المناظرات، والمجموعان الحديثي والفقهي المعروف بمسند =