لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل [في معرفة الدليل]

صفحة 24 - الجزء 1

  (وغير المثير: دور) لأن معرفة الآيات غير المثيرة متوقفة على معرفة الله سبحانه، ومعرفة الله إنما حصلت بالآيات غير المثيرة، وهذا حقيقة الدور.

  قال (جمهورُ أئمتنا $ وجمهورُ المعتزلةِ، وقدماءُ الأشعريةِ وغيرُهم: ويصح) الاستدلال على ثبوت الباري تعالى (بالقياس العقلي) أي: بالقياس على الفاعل في الشاهد.

  وقال (بعض أئمتنا $، وغيرُهم: لا يصح) الاستدلال بالقياس العقلي.

  (قلنا: يوصل) أي: القياس العقلي (إلى العلم) اليقين من معرفه الله (ألا ترى أنه من وجد بناءً في فَلاةٍ، فإنه يعلم أنَّ له بانياً، وليس ذلك) أي: العلم ببانيه (إلا بالقياس على ما شاهد من المبنيات المصنوعة بحضرته؛ لعدم المشاهدة لبانيه وعدم المخبِرِ عنه، والجامعُ بينهما) أي: بين ما بُني بحضرته، وبغير حضرته (عدمُ الفارقِ) بين البنائين.

  (ولوروده) أي: القياس العقلي (في السمع كقوله تعالى: {قل يحيها الذي أنشأها أول مرة} ونحوها) [يس: ٧٩].

فرع [المُستَدِل نفس الدليل]

  (ووجود المُستَدِلّ على الله سبحانه وتعالى) من المكلفين (لازم لوجود الدليل) أي: يستحيل وجود المستدل على الله ولا يوجد الدليلُ عليه سبحانه؛ (لأنَّ وجودَه) أي: المستدِل (هو نفس الدليل، فيبطل تقدير عدم الدليل على الله سبحانه مع وجود المستدل، بخلاف العكس) وهو وجود الدليل فلا يلزم منه وجود المستدل؛ (لجواز أن يخْلُقَ اللهُ تعالى شيئاً لا يَعْلَم - نحو الجماد - قبل خلقه تعالى من يَعْلَم).

  (والجهل بوجه الدليل لا يبطل كونه دليلاً؛ لأنَّ الجهلَ لا تأثير له في إبطال الأدلة باتفاق العقلاء) وذلك واضح.