لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فرع [والله ليس بذي مكان]

صفحة 43 - الجزء 1

فرع [والله ليس بذي مكان]

  قالت (العترةُ $ وصفوةُ الشيعةِ، والمعتزلةُ وغيرُهم: وليس بذي مكانٍ) يشغله ويتمكن فيه، ولا يجوز عليه الانتقال من جهة إلى جهة؛ لأنه لا يشغل المكان ولا ينتقل في الجهة إلا ما كان جسماً أو تابعاً للجسم كالعَرَض وذلك من خصائص المحدثات، وأيضاً فإن المكانَ والجهةَ محدثان، والله تعالى هو الأول والآخر.

  وقالت (المجسِّمة: بل هو على سرير) مستقر عليه.

  وقالت (الكلابية) من المجبرة (بل عليه) أي: على السرير، وهو العرش (بلا استقرار).

  وقال (بعض الكرامية:) إنه تعالى (بجهة فوق).

  وقالت (الصوفية: بل يحل في الكواعب الحسان ومن أشبههن من المردان) تعالى الله وتقدس ربنا عما يقولون علواً كبيرا.

  (قلنا) رداً على الجميع: (الحالُّ لا يكون ضرورة إلا جسماً أو عَرَضاً، والله تعالى ليس بجسم ولا عَرَض؛ إذ هما محدَثان كما مرَّ) في فصل حدوث العالَم (والله تعالى ليس بمُحْدَثٍ كما مرَّ، ولقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء}) [الشورى: ١١].

[الكلام في العرش والكرسي]

  قال (جمهور أئمتنا $، ونشوان:) و (العرش) الذي ذكره الله في القرآن مجازٌ؛ لأنه (عبارةٌ عن عِزِّ الله تعالى وملكه، وذلك) أي: التعبير بالعرش عن العِزِّ والملك (ثابتٌ لغةً، قال ربيعة بن عبيد:

  إن يَقْتُلُوكَ فقد ثَلَلْتَ عُرُوشَهُم ... بِعُتَيْبَةَ بن الحَارِث بن شِهَاب)

  أي: هَدَمْتَ عِزَّهم وملكهم.

  (وقال زهير) بن أبي سلمى:

  (تَدَارَكْتُما عَبْساً وقد ثُلَّ عَرْ شُها ... وذِبْيَانَ قد زَلَّتْ بأقدامِها النَّعْلُ)

  أي: عزها وملكها.