لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فرع [والله ليس بذي مكان]

صفحة 44 - الجزء 1

  (وقال رجل من بني كلب:

  رأوا عرشي تَثَلَّم جانباه ... فلمَّا أن تَثَلَّم أفردوني)

  أي: رأوا عزي وسلطاني تهدم وتخرم جانباه، فلما أن تهدم خذلوني وتركوني مفرداً، ولا يخفى أنهم لم يقصدوا بالعرش في مثل هذا السرير وإنما أرادوا العزَّ والملكَ وعُلُوَّ الشأن.

  (ومعنى قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}⁣[الزمر: ١٥] مجاز، عَبَّرَ الله سبحانه عن تعظيم الملائكة À له) بالتسبيح والتقديس على (أبلغ) وجوه الـ (تعظيم بقوله تعالى: {حَافِّينَ} حيثُ كان لا يعرف المخاطبُ التعظيمَ البالغَ في الشاهد إلا للملوك) من البشر (عند الحفوف بها) من كل جانب (وهي على أَسِرَّتها، فعبَّرَ الله تعالى عنه) أي: عن تعظيم الملائكة له أبلغ تعظيم (كذلك) أي: مثل تعظيم البشر البالغ الذي إنما يفهمه المخاطب عند الحفوف بالملوك وهي على أسرتها وهذا من المجاز المركب الذي يسمى تمثيلاً.⁣(⁣١)

  (وقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}⁣[الحاقة: ١٧] معناه: ويتحمل أمر ملكه تعالى من الحساب وغيره) من أعمال يوم القيامة (ثمانيةُ أصنافٍ من الملائكة) يأمرهم الله سبحانه بحساب المكلفين، وإيصال النعيم لأوليائه، والعذاب والخزي لأعدائه.

  (والكرسيُّ) المذكور في القرآن: (عبارةٌ عن علمه تعالى؛ لأنَّ الكرسي في أصل اللغة: العِلْم، ولُوحِظَ في استعمالها) أي: في استعمال اللغة كما (قال أبو ذؤيب الهذلي:

   .................. ... ولا تَكَرَّ سَ عِلْم الغيبِ مخلوقُ

  أي: ما تعلَّم) علم الغيب مخلوق. (وقال غيره:

  تَحِفُّ بهم بِيضُ الوُجُوهِ وعُصْبَةٌ ... كَرَاسيُّ بالأحْدَاتِ حِينَ تَنُوبُ

  أي: أهل كراسي، أي: أهل علوم) أي: علماء بتدبير الأحداث وتصريفها حين تنوب.

  (ومنه قيل للصحيفة التي فيها العلم: كرّاسة).

  (وقيل: بل) الكرسي عبارة (عن ملك الله سبحانه).


(١) وهو اللفظ المستعمل فيما شُبّه بمعناه الأصلي وكان وجه الشبه منتزعاً من متعدِّد. تمت من عدة الأكياس.