لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فر ع [في الرؤية]

صفحة 47 - الجزء 1

فر ع [في الرؤية]

  قالت (العترة $ جميعاً، وصفوةُ الشيعةِ والمعتزلةُ وغيرهُم: والله سبحانه لا تدركه الأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنَّ كلَّ محسوسٍ جسمٌ أو عَرَضٌ فقط، وكل جسم أو عَرَض محدَثٌ؛ لما مرَّ) من الأدلة على حدوث الأجسام والأعراض.

  وقالت (الأشعرية: بل يُرَى في الآخرة بلا كيف) أي: بلا صفة، أي: يُرى لكن لا يتصف بأي صفة من الصفات، فلا يوصف بالفوقية والتحتية والطول والعرض وغير ذلك من صفات الأجسام، هكذا يريدون بقولهم: يُرى بلا كيف.

  (قلنا: لا يُعقل) قولكم هذا، ولما كان لا يعقل قال بعض أئمة الأشعرية وهو (الرازي: معناه) أي: معنى قولهم: يُرَى بلا كيف (معرفةٌ ضروريةٌ وعلمٌ نفسي بحيثُ لا يُشَكُّ فيه).

  قال #: (قلت وبالله التوفيق: فالخلاف حينئذٍ لفظي) والمعنى واحد وهو أنه لا يُرى.

  وقال (ضرار) بن عمرو من المجبرة: حين أعيته الحيل إنه تعالى (يُرَى بحاسَّة سادسة) غير الحواس الخمس، وإنما قال ذلك هروباً مما لزمهم من أن الرؤيةَ لا تقع إلا على الأجسام.

  (قلنا: لا يُعقل) ذلك (فإن عنى به ما ذكره الرازي) وهو المعرفة الضرورية (فالخلاف لفظي أيضاً).

  وقالت (المجسّمة) والحشوية والمشبهة: إنه يُرَى في الآخرة - تعالى عن ذلك (كالمرئيات) من الأجسام والأعراض (بناءً على مذهبهم، وقد مرَّ إبطاله) أي: إبطال قولهم إن الله جسم.

  (قالوا: قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}) [القيامة: ٢٣] فزعموا أن المرادَ إلى ربها مبصرة، (و) قالوا ورد (في الحديث: «سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر»).

  (قلنا: معنى قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أي: منتظرة رحمته، كقوله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}⁣[النمل: ٣٥] أي: منتظرة) لما يأتي به المرسلون من خير أو شر.

  (وقوله تعالى حاكياً عن الأشقياء: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ}⁣[الحديد: ١٣] أي: انتظرونا) نستضيء بنوركم فنمشي معكم (وقوله تعالى: {وَقُولُوا انظُرْنَا}⁣[البقرة: ١٠٤] أي: انتظرنا).