فرع
  (وقال الشاعر:
  وجوهٌ يومَ بدرٍ ناظراتٌ ... إلى الرحمن يأتي بالخلاص)
  أي: منتظرة، ونحو ذلك كثير.
  (والخبرُ) الذي احتجوا به آحاد مصادم لأدلة العقول، و (مقدوحٌ فيه) أي: قدح فيه علماء الحديث وذكروا أنه مكذوبٌ على النبي ÷ وذلك أنه روي عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي، وقيس هذا مطعون في عدالته من وجهين:
  الأول: أنه كان يرى رأي الخوارج، ويبغض علياً # ومن دخل بغض علي في قلبه فأقل أحواله ألَّا يعتمد على قوله. والثاني: أنه خُولِطَ في عقله آخر عمره والكتبة يكتبون عنه على عادتهم، وكان متولياً قبل ذلك للظلمة؛ وعلى هذا إن أمكن تأويل الحديث على وجه صحيح، وجب تأويله وإلا فالواجب رده، وهو معنى قوله #: (وإن صح) على سبيل الفرض والتأويل (فمعناه: ستعلمون ربكم) لأنَّ الرؤيةَ تُستعمل لغة بمعنى العلم (كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}[الفرقان: ٤٥] وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ}[البقرة: ٢٤٦] أي: ألم تعلم، وقول الشاعر:
  رأيت الله إذ سمى نزاراً ... وأسكنهم ببكة قاطنينا
  أي: علمت).
  (ولنا: قوله تعالى: {لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الأنعام: ١٠٣]، وقوله تعالى: {لَن تَرَانِي}[الأعراف: ١٤٣] ولم يفصل) بين الدنيا والآخرة في ذلك.
فرع
  (والله تعالى لم يلد ولم يولد) كما حكى الله سبحانه وتعالى في سورة الصمد عندما سألت اليهود النبي محمد ÷ عن الله فأنزل عليه الله سورة الصمد.
  وقال (بعض اليهود: بل وَلَد عُزَيْراً) تعالى الله عن ذلك.
  وقال (بعض النصارى: بل وَلَد عيسى) تعالى الله عن ذلك.