لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل

صفحة 51 - الجزء 1

  بالله سبحانه، ولم يتعمَّدوا سبَّ الله، وإنما أخطأوا؛ حيثُ لم ينتبهوا لذلك اللازم) من قولهم، أي: كونه تعالى مضطرا ومحتاجا، (ومن لم يتعمد سب الله فلا إثم عليه؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الاحزاب: ٥] ولم يَفْصِل) بين خطاءٍ وخطاء، (وكقوله ÷: «رفع عن أمتي الخطاء والنسيان» ولم يفصل) كذلك.

  (بخلاف المجبرة؛ فإنَّهم جهلوا بالله سبحانه حيثُ أثبتوا له تعالى أفعالاً قبيحة لا تتلاشى فكفروا بذلك) أي: بجهلهم بالله (وسَبُّوا الله سبحانه بنسبتها إليه عمداً، حيثُ نَبَّهَهُم علماءُ العدلية في كل أوانٍ، فكفروا أيضاً) مرة ثانية (بذلك) أي: بسبه تعالى.

فصل

  (والله لا إله غيره) أي: ليس له شريك في الإلهية؛ لأنه الواحد الذي ليس كمثله شيء، ومعنى الواحد في حقه تعالى: المتفرد بصفات الكمال، له الأسماء الحسنى.

  (خلافاً للوثنية، والثنوية، والمجوس، وبعض النصارى) والوثنية هم: عُبَّاد الأوثان وهي الأصنام، والثنوية هم: كل من أثبت مع الله إلهاً غيره، والمجوس هم: عبدة النار، ويقولون بإلهين: إله الخير ويسمونه «يزدان» وإله الشر ويسمونه «إهرمن».

  (قلنا: مِنْ لازمِ كلِّ كُفُؤَين اختلافُ مُرَادَيْهِمَا فـ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الانبياء: ٢٢] و {لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}⁣[المؤمنون: ٩١]، ولرأينا آثار صنع كل واحد، ولأتتنا رسلُهم، ولم يقع شيء من ذلك فهو) أي: عدم وقوعه (إمَّا أن يكون لعدم الآلهة إلا الله، فهو الذي نريد) ويقضي به العقل.

  (أو للاضطرار إلى المصالحة، أو لقهر الغالب المغلوب، وأيّاً مَّا كان) من الاضطرار والقهر (فهو عجزٌ، والعجزُ لا يكون إلَّا للمخلوقين؛ إذ هو) أي: العجز (وَهَنُ العُددِ والآلات، وليست) أي العُدد والآلات (إلا للمخلوقين؛ لما ثبت من غناه سبحانه عن كل شيءٍ لما مرَّ، وذلك) أي: العجز (مبطلٌ لكونهم آلهة، ولأنَّ المخلوقَ ليس بكفء للخالق؛ لكونه مملوكاً، والمملوك لا يشارك المالك في ملكه).