لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

[المجاز]

صفحة 60 - الجزء 1

  (قلنا: المؤمن لغة: هو المصدِّقُ، وقد صار اسماً لمن أتى بالواجبات، واجتنب المُقَبَّحات، بدليل قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون ٣ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا}) [الانفال: ٤]، فبين تعالى حقيقة المؤمن بطريق الحصر بإنما وهو من أتى بهذه الخصال المذكورة، مع كونه مجتنباً لكبائر العصيان كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

  (قالا: قال الله تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا}⁣[التغابن: ٩] وحقُّ العطف المغايرة).

  (قلنا: هو في هذه الآية حقيقة لُغوية) لم ينقل عن معناه اللغوي (واستعمال الناقلِ القولَ المنقولَ في معناه الأول لا يدل على عدم نقله ذلك القولَ لمعنى آخر، كناقل طلحة لرجل) من معناه اللُغوي الذي هو الشجرة، فعلى هذا فإنه يصح أن يطلق لفظ طلحة على الشجرة، وذلك واضح (فبطلت دعوى نفيها) أي: الحقيقة الدينية (لعدم ما يدل عليه) أي على نفيها (وثبتت بما مرَّ) من الأدلة عليها.

[المجاز]

  (والمجاز لغة) أي: في لغة العرب: (العبور والطريق) أي العبور في الطريق والسير فيها.

  (واصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل علم المعاني (اللفظ المستعمل في غير ما وُضِعَ له في اصطلاح به التخاطب على وجه يصح) ليخرج الغلط نحو: خذ هذا الفرس مشيراً إلى كتاب.

  قال #: (ويُزاد) في حد المجاز (على مذهب غير القاسم # والشافعي: مع قرينة عدم إرادته) أي: إرادة ما وضع له؛ لأنَّ مذهبهما جواز إطلاق اللفظ وإرادة معنييه الحقيقي والمجازي. (وهو) أي: المجاز (واقع) في اللغة، وأشعار العرب به طافحة (خلافاً لأبي علي الفارسي والإسفرائيني وغيرهما مطلقاً) أي: أنهم أنكروا ورود المجاز في القرآن وغيره، وحملوا المجازات الواردة على الحقيقة.