[علاقات المجاز]
  (فإن ذُكِرَ المشبّه به) دون المشبه (نحو: رأيت أسداً يرمي، فالتحقيقية) أي فهي الاستعارة التحقيقية وذلك لتحقيق معناها حِسّاً أو عقلاً.
  (وإن ذُكِرَ المشبَّه) وأُريد به المشبَّه به (نحو قولنا: عليٌ كرم الله وجهه يفترس الأقران) فأطلق اسم علي # وأراد به السبع المعروف، ومثل هذا قول الهذلي في البيت السابق (فالمكنيُّ عنها) أي فهي الاستعارة المكني عنها؛ لعدم التصريح بها وتحقق معناها (وهي) أي: المكني عنها (تستلزم الاستعارة التخييلية) وإنما استلزمتها؛ لأن التخييلية قرينة المكني عنها، والتخييلية هي: ما لا تحقق لمعناها حِسّاً ولا عقلاً، بل هي صورة وهميَّة (نحو: يفترس الأقران) في المثال المذكور فإنه لمَّا شبه عليّاً # بالأسد في إهلاك الأقران أخذ الوهم في تصويره بصورة السبع، واخترع شيئاً من لوازمه وهو الافتراس توهُّماً وتخييلاً. (ولفظ «يفترس» استعارة تبعيَّة) وإنما سُميت تبعية؛ لأنَّ الاستعارةَ في الأفعال وما أشبهها تابعةٌ للاستعارة في المصادر.
  قال #: (وقد حصرت العلاقة) التي بين المدلول الحقيقي والمجازي (بالاستقراء في تسعة عشر نوعاً، وبيانها هي: بالمشابهة) أو غيرها، فإن كانت المشابهةَ فهي (إمَّا بالشكل، أو بالاشتراك في الجنس، أو في صفة ظاهرة) فهذه ثلاثة أقسام في النوع الأول الذي هو المشابهة:
  أمّا القسم الأول: (فنقول): هذا («إنسانٌ» لصورة كالإنسان) في الشكل والقامة.
  (و) القسم الثاني: نحو قولنا: («ثوبُ زيدٍ» للمشارك له في جنسه) فالمشابهة هنا هي الاشتراك في الجنس من كونه قطناً أو حريراً أو نحو ذلك.
  (و) القسم الثالث: نحو قولنا: («أسدٌ» للرجل الشجاع) فالمشابهة هي الاشتراك في صفة ظاهرة وهي الجرأة، ومن ذلك تشبيهنا ثوب أسود بالغراب فيقال: غراب لثوب أسود.