باب [الاسم والصفة]
  وإن كانت العلاقةُ غيرَ المشابهة فقد بَيَّنهَا # بقوله: (أو تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه كالخمر للعصير) من العنب ونحوه؛ لأن العصير يؤول إلى الخمر، وهذا هو النوع الثاني(١).
  · والثالث: عكسه وهو قوله: (أو باسم ما كان عليه كالعبد للعتيق) أي: لمن قد أُعْتِقَ.
  · والرابع: قوله: (أو) تسمية الشيء (باسم محله نحو: سال الوادي) فسُمِّيَ الماءُ السائلُ باسم محله وهو الوادي وهو في الحقيقة للماء، ومن هذا قولهم: جرى الميزاب.
  · والخامس: (أو العكس) وهو تسمية المحلِّ باسم الحالِّ (نحو: ففي رحمة الله) أي: في الجنة التي هي محل الرحمة، فأطلق اسم الرحمة وهي الحال على الجنة وهي المحل مجازاً.
  · والسادس: (أو) تسمية الشيء (باسم سببه نحو: صليت الظهر) أي الفريضة التي سببُ وجوبها دخولُ وقتِ الظهر، ومنه قولهم: رعينا الغيث أي: النبات؛ لأن الغيث سببٌ للنبات.
  · والسابع: (أو العكس) أي: تسمية السبب باسم مسببه (نحو: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}) [النساء: ١٠] فسمّي السبب - وهو أموال اليتامى - باسم المسبَّب عنه وهو النار. ومن ذلك قولهم: أمطرت السماء نباتاً، أي: مطراً؛ لأن النبات مسببٌ عن المطر.
  · والثامن: (أو تسمية الخاص باسم العام نحو {جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}[نوح: ٧] أي: أطرافها) أي: أطراف الأصابع وهي الأنامل، وهذا في الحقيقة من تسمية الجزاء باسم الكل، ولهذا كَرَّر المثال بما هو أوضح فقال: (ونحو: اتفق الناس على صحة خبر الغدير) فلفظ الناس عام وأُريد به الخاص، (أي: العلماء) منهم دون الجهال.
  · والتاسع: (أو تسمية الكل باسم البعض كالعين) الجارحة تجعل اسما (للربيئة) وهو الجاسوس.
  · والعاشر: (أو تسمية المقيَّد باسم المطلقِ نحو قول الشاعر:
  ويا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس قبل اليوم يلتقيان
  أي: قبل يوم القيامة) فأجرى المطلق الذي هو اليوم، على المقيد الذي هو يوم القيامة.
(١) هذا وما بعده من أنواع العلاقة، مما العلاقة فيه غير المشابهة [وهو المجاز المرسل].