(علم الكلام)
  (إذ يسمى هذا العلم كلاماً) لكثرة الكلام فيه بين أهل الحق والباطل، أو لأنَّ معظمه إنّما يستدل عليه بين أهل المذاهب بدليل العقل فيعبر اللسان عن تلك الدلالة بالكلام.
  (و) حدُّ المضاف الذي هو: (العلم) فقال (السيد حميدان، و) ما أثبت من (روايته عن أئمتنا $، و) هو قول (البغدادية، والجويني، والرازي، والغزالي) فهؤلاء قالوا: (لا يُحدُّ؛ لاختلاف المعلومات ذاتاً) أي: في ذواتها أي: أشخاصها؛ إذ ذات زيد خلاف ذات عمرو، (وماهيةً) أي: وماهياتها أي: حقائقها مختلفة فإنَّ حقيقةَ الجسم خلاف حقيقة الْعَرَض، وهذا (عند السيد حميدان؛ نظراً منه إلى أنَّه) أي: العلم (يُطلق عليها) أي: على المعلومات من علم التفسير والنحو والفقه ونحو ذلك (وجَمْعُها) في حدٍّ واحدٍ (متعذرٌ).
  (ولجلائه) أي: لجلاء العلم (عند البغدادية والرازي) فتعذر حده لذلك.
  (ولخفاء جنسه وفصله عند الجويني، والغزالي) فتعذر حد العلم لذلك أيضاً.
  وحكى (صاحبُ الفصولِ عن أئمتنا $ والبصرية: بل يحد العلم)؛ إذ هو خلاف المعلومات، وجنسه وفصله واضحان، (فهو: اعتقادٌ جازمٌ مطابقٌ) فالاعتقاد: جنس شامل للعلم والظن، وجازم: فصل أول يخرج به الظن، ومطابق: فصل ثانٍ يخرج به الجهل المركب.
  قال #: (قلتُ: وليس بجامع؛ لأنَّ علم الله سبحانه وتعالى ليس باعتقادٍ).
  (ويمكن أن يقالَ: هو إدراك تمييز) ليخرج بذلك إدراك نحو البهائم، (مطابق) ليخرج الجهل المركب، (بغير الحواس، سواءٌ توصل إليه) أي: إلى ذلك الإدراك المطابق (بها) أي: بالحواس كما في حقنا، (أم لا) كما في حق الباري تعالى.
  (وثمرته:) أي: الفائدة من تعلمه هي (بيان معرفة الله سبحانه وعدله، وما يترتب عليهما) من أمور الدين.
  (واستمداد بعضه من صنع الله تعالى باستعمال الفكر فيه) كالنظر والتفكر في آلاءِ الله، (وبعضه من السمع المثير لدفائن العقول) أي المُنبِّه لأهل العقول، (وبعضه من السمع فقط) كالآيات والأخبار الدالة على الإيمان والكفر والإمامة وشفاعة النبي ونحو ذلك.