لباب الأكياس في توضيح معاني الأساس لعقائد الأكياس،

لا يوجد (معاصر)

فصل في بيان معاني كلمات من المتشابه

صفحة 95 - الجزء 1

  ١ - (بمعنى الخلق) والتقدير كما (قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}) [فصلت: ١٢] أي خَلَقهن وقَدَّرهن.

  ٢ - (وبمعنى: الإلزام) والحكم، كما (قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إِيَّاهُ}) [الإسراء: ٢٣]، أي: ألزم وحَكَم، ومن ذلك: قضى القاضي بكذا، أي: حكم وألزم.

  ٣ - (وبمعنى: الإعلام) والإنهاء، كما (قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}) [الإسراء: ٤] أي: أعلمناهم وأنهينا إليهم ذلك.

  ٤ - وبمعنى الفراغ، ومنه قول القائل: قضيت حاجتي، أي: فرغت.

  ٥ - وبمعنى الأداء، تقول: قضيتُ دَيْنِي، أي: أديته.

  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يُقال: الطاعات بقضاءٍ من الله، بمعنى: إلزامه) وحكمه بوجوبها على عباده (لا بمعنى خَلَقَهَا) فلا يجوز؛ لأنَّ الطاعات من أ فعال العباد لا فعله تعالى كما تقرر، (خلافاً للمجبرة) فإنَّهم قالوا: إن الله خلق أعمال المكلفين طاعة كانت أو معصية.

  (قلنا: صحة الأمر بها والنهي عن تركها ينافي خلقه تعالى لها ضرورة) فلو خلقها لمَا أمر بها ورغب بالثواب العظيم على فعلها، ولما نهى وتوعد بالعذاب الأليم على تركها (وأيضاً هي) أي: الطاعات (تذللٌ، فيلزم) حيث جعلوها خلقاً لله تعالى (أن يجعلوا الله مُتَذَلِّلاً)؛ لفعله التذلل (وذلك كفرٌ) لا ريب فيه.

  قالت (العدلية: ولا) يجوز أن يُقال: (المعاصي) بقضاء الله (بمعنى خَلَقَهَا بقدرته، أو ألزم بها)؛ لأنَّ ذلك قبيح والله لا يفعله ولا يأمر بالفحشاء، (خلافاً للمجبرة) فإنَّهم جوَّزوه.

  (لنا) عليهم: (ما مرَّ).

[معاني القدر]

  (والقَدَرُ) في اللغة له عدة معانٍ منها:

  ١ - (بمعنى: القدرة والإحكام، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر}) أي: بتقدير وإحكام.