ترجمة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين #
  النهوض فقيل لأبي خازم: هذا رجل من أهل الشرف من ولد الحسن بن علي #، فقال: النَّاس قد علمنا أن ما خالط قلوبنا من هيبته لمنزلة له. فاجتهدنا أن نعرف مكانه وسألنا عنه فلم نقدر عليه.
  فلما كانت الجمعة الثانية اجتمع النَّاس وكثروا شوقاً إلى كلامه ورجاء أن يعاودهم، فلم يحضر، فتعرفنا حاله فإذا ذلك تخوف داخله من السلطان، فكان أبو خازم يقول: إن يكن من هؤلاء أحد يكون منه أمر فهذا. ثم عاود علي بن موسى فقال: ألم أقل: إن العلوي هو ذاك الفتى، قد استعلمت فإذا هو ذاك بعينه.
  وحدثني |، عن علي بن سليمان أنَّه قال: حضرنا إملاء الناصر الحسن بن علي # في مصلى آمل فجرى ذكر يحيى بن الحسين #، فقال: بعض أهل الرأي - وأكثر ظني أنَّه أبو عبد الله محمد بن عمرو الفقيه -: كان والله فقيها. قال: فضحك الناصر، وقال: كان ذاك من أئمة الهدى!
  وحدثني | قال: سمعت أبا محمد الزركاني | يقول: إنهم كانوا مع الناصر ¥ بالجيل قبل خروجه، فنُعِيَ إليه يحيى بن الحسين #؛ فبكى بنحْيِبٍ ونشِيْجٍ، ثم قال: اليوم انَهدَّ ركن الإسلام. فقلت: ترى أنهما تلاقيا لّمَّا قَدِمَ يحيى بن الحسين طبرستان. قال: لا.
  وحدثني | قال: حدثني جدي |: أن يحيى بن الحسين # قدم آمل قبل ظهوره والناصر ¥ مع محمد بن زيد بجرجان ومعه أبوه وبعض عمومته والموالي، فنزلوا حجرة بخان العلاء - قال: وأشار إليها ونحن نجتاز بالخان - يوما. قال: ولم أسمع بأنه بلغ من تعظيم بشر لإنسان ما كان من تعظيم أبيه وعمومته له، ولم يكونوا يخاطبونه إلا بالإمام. قال: وامتلاء الخان بالناس حتى كاد السطح يسقط وعلا صيته، وكتب إليه الحسن بن هشام مَنْ سارَّية