التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

تمارين

صفحة 12 - الجزء 1

  واحداً منْهَا، أوْ رأيْتَ أنَّهُ يَقْبلُهَا عرفْتَ أنَّهُ فعْلٌ:

  الأُولَى: «قدْ» والثَّانيةُ: «السِّينُ» والثَّالثّةُ: «سَوْفَ» والرَّابعةُ: «تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ».

  أمَّا «قدْ»: فتدخلُ عَلَى نَوعيْنِ من الفِعْلِ، وهُمَا: الماضِي والمضارعُ. فإذَا دخلَتْ عَلَى الفِعْلِ الماضِي دلَّتْ عَلَى أحدِ معنييْنِ - وهمَا التَّحقيقُ والتّقريبُ - فمثالُ دلالتِهَا عَلَى التَّحقيقِ قولُهُ تعالَى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١} وقَولُهُ جلَّ شأنُهُ: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} وقَوْلُنا: «قَدْ حَضَرَ مُحَمَّدٌ» وقولُنَا: «قَدْ سَافَرَ خَالِدٌ» ومِثالُ دلالتِهَا عَلَى التَّقريبِ قولُ مُقِيمِ الصّلاةِ: «قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ» وقولُكَ: «قَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ».

  وإذَا دخَلَتْ عَلَى الفِعْلِ المضَارِعِ دلَّتْ عَلَى أحدِ معنييْنِ أيضاً - وهمَا التّقليلُ، والتَّكثيرُ - فأمَّا دلالتُها عَلَى التَّقليلِ، فنحْوُ قولِكَ: «قَدْ يَصْدُقُ الكَذُوبُ» وقولِكَ: «قَدْ يَجُودُ البَخِيلُ» وقولِكَ: «قَدْ يَنْجَحُ البَلِيدُ». وأمَّا دلالتُهَا عَلَى التَّكثيرِ؛ فنحْوُ قولِكَ: «قَدْ يَنَالُ المُجْتَهِدُ بُغْيَتَهُ» وقوْلِكَ: «قَدْ يَفْعَلُ التَّقِيُّ الخَيْرَ» وقولِ الشَّاعرِ:

  قدْ يُدرِكُ المُتَأنِّي بعضَ حاجتِهِ ... وقدْ يكونُ مَعَ المُسْتعجِلِ الزَّللُ.

  وأمَّا السِّينُ وسَوفَ: فيدخلانِ عَلَى الفِعْلِ المضَارِعِ وحدَهُ، وهمَا يدُلَّانِ عَلَى التّنفيسِ، ومعناهُ الاستقبالُ، إلَّا أنَّ «السِّينَ» أقلُّ استقبالاً مِن «سَوفَ». فأمَّا السِّينُ فنحْوُ قولِهِ تعالَى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ}، {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ}. وأمَّا «سَوْفَ» فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ٥}، {سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا}، {سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ}.

  وأمَّا تاءُ التَّأنيثِ السَّاكنةُ: فتدخلُ عَلَى الفِعْلِ المَاضِي دونَ غيرِهِ؛ والغرضُ منْهَا