التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

إعراب الأسماء الخمسة

صفحة 58 - الجزء 1

  ومِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المَخْفُوضِ «اتَّصَلْتُ بِالآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ» و «رَضِيَ اللَّهُ عَن المُؤْمِنِينَ» فكلٌّ مِن «الآمِرِينَ» و «المُؤْمِنِينَ» مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ المَكْسورُ مَا قَبْلَهَا المفتوحُ مَا بعْدَهَا، لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

إعراب الأسماء الخمسة

  قَالَ: وَأَمَّا الأَسْمَاءُ الخَمْسَةُ فَتُرْفَعُ بِالوَاوِ، وَتُنْصَبُ بِالأَلِفِ، وَتُخْفَضُ بِالْيَاءِ.

  وَأقول: الثَّالثُ من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ «الأسْمَاءُ الخَمْسَةُ» وقدْ سبَقَ بيانُهَا وبيانُ شُرُوطِ إِعْرَابِهَا هذَا الإعَرَابَ.

  وحُكْمُهَا: أن تُرْفَعَ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ، وتُنْصَبَ بالألفِ نيابةً عن الفَتْحةِ، وتُخْفَضَ بالياءِ نيابةً عن الكَسْرَةِ.

  فمِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المرْفُوعَةِ: «إِذَا أَمَرَكَ أَبُوكَ فَأَطِعْهُ» و «حَضَرَ أَخُوكَ مِنْ سَفَرِهِ» فكلٌّ مِن «أَبُوكَ» و «أَخُوكَ» مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّة؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ، والكافُ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ خفْضٍ.

  ومِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المَنْصُوبةِ «أَطِعْ أَبَاكَ، وَأَحْبِبْ أَخَاكَ» فكلٌّ مِن «أَبَاكَ» و «أَخَاكَ» مَنْصُوبٌ؛ لأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الألفُ نيابةً عن الفَتْحَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ، والكافُ مضافٌ إليْهِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ فِي محلِّ جرٍّ، كمَا سبَقَ.

  ومِثالُ الأسماءِ الخَمْسَةِ المَخْفُوضةِ «اسْتَمِعْ إِلَى أَبِيكَ» و «أَشْفِقْ عَلَى أَخِيكَ» فكلٌّ مِن «أَبِيكَ» و «أَخِيكَ» مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ نيابةً عن الكسرَةِ؛ لأنَّهُ من الأسماءِ الخَمْسَةِ، والكافُ مُضافٌ إليْهِ كمَا سبَقَ.