الحال
الحال
  قَالَ: (بَابُ الحَالِ) الحَالُ هُوَ: الاسْمُ، المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الهَيْئَاتِ، نَحْوُ قَوْلِكَ: «جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً» وَ «رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً» وَ «لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ رَاكِباً» وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
  وَأقول: الحالُ فِي اللُّغَةِ: «مَا عَلَيْهِ الإِنْسَانُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ» وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن «الاسمِ، الفَضْلَةِ، المَنْصُوبِ، المفسِّرِ لمَا انبَهَمَ من الهيئاتِ».
  وقولُنا: «الاسمُ» يشملُ الصّريحَ مثلُ «ضَاحِكاً». فِي قوْلِكَ: «جَاءَ مُحَمَّدٌ ضَاحِكاً» ويشملُ المؤوَّلَ بالصّريحِ مثلُ «يَضْحَكُ» فِي قوْلِكَ: «جَاءَ مُحَمَّدٌ يَضْحَكُ» فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: «ضَاحِكاً» وكَذَلِكَ قولُنا: «جَاءَ مُحَمَّدٌ مَعَهُ أَخُوهُ» فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: «مُصَاحِباً لأَخِيهِ».
  وقولُنا: «الفَضْلَةُ» معنَاهُ أنَّهُ ليْسَ جزءاً من الكلامِ؛ فخرجَ بهِ الخبرُ.
  وقولُنا: «المَنْصُوبُ» خرجَ بهِ المرفُوعُ والمجرورُ. وإنَّمَا يُنْصَبُ الحالُ بالفِعْلِ أوْ شبهِ الفِعْلِ: كاسْمِ الفَاعِلِ، والمصدرِ، والظّرفِ، واسْمِ الإشارةِ.
  وقولُنا: «المفسِّرُ لمَا انبهَمَ من الهيئاتِ» معنَاهُ أنَّ الحالَ يفسِّرُ مَا خفِيَ واستترَ مِن صفاتِ ذوِي العقلِ أوْ غيرِهم. ثُمَّ إنَّهُ قدْ يَكُونُ بياناً لصفةِ الفَاعِلِ، نحوُ: «جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ رَاكِباً» أوْ بياناً لصفةِ المَفْعُولِ بهِ، نحوُ: «رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً»، وقدْ يَكُونُ محتملاً للأمرينِ جميعاً، نحوُ: «لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ رَاكِباً».
  وكمَا يجيءُ الحالُ من الفَاعِلِ والمَفْعُولِ بهِ فإنَّهُ يجيءُ من الخبرِ، نحوُ: «أَنْتَ صَدِيقِي مُخْلِصاً»، وقدْ يجيءُ من المجرورِ بحَرْفِ الجرِّ، نحوُ: «مَرَرْتُ بِهِنْدٍ رَاكِبَةً»