التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

جوازم المضارع

صفحة 70 - الجزء 1

جوازم المضارع

  قَالَ: وَالجَّوَازِمُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ، وَهِيَ: لَمْ، وَلَمَّا، وَأَلَمْ، وَأَلَمَّا، وَلامُ الأَمْرِ، وَالدُّعَاءُ، وَ «لاَ» فِي النَّهْيِ وَالدُّعَاءِ، وَإِنْ، وَمَا، وَمَهْمَا، وَإِذْمَا، وَأَيٌّ، وَمَتَى، وَأَيْنَ، وَأَيَّانَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا، وَإِذَا فِي الشِّعْرِ خَاصَّةً.

  وَأقول: الأدواتُ التي تَجْزِمُ الفِعْلَ المضَارِعَ ثمانيَةَ عشرَ جازماً، وهذِهِ الأدواتُ تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ: القِسْمُ الأوَّلُ كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعلاً واحداً، والقِسْمُ الثَّانِي كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعليْنِ.

  أمَّا القسمُ الأوَّلُ، فستَّةُ أحْرُفٍ، وَهِيَ: لَمْ، وَلَمَّا، وَأَلَمْ، وَأَلَمَّا، وَلامُ الأَمْرِ وَالدُّعاَءِ، و «لاَ» فِي النّهيِ والدّعاءِ، وكلُّهَا حروفٌ بإجماعِ النّحاةِ.

  أمَّا «لَمْ» فحَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقولِهِ سبحانَهُ {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}.

  وأمَّا «لَمَّا» فحَرْفٌ مثلُ «لَمْ» فِي النّفِيِ والجَزْمِ والقلبِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ٨}.

  وأمَّا «أَلَمْ» فهُوَ «لَمْ» زِيدَتْ عَلَيْهِ همزةُ التّقريرِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١}.

  وأمَّا «أَلَمَّا»، فهُوَ «لَمَّا» زِيدَتْ عَلَيْهِ الهمزةُ، نحْوُ «أَلَمَّا أُحْسِنْ إِلَيْكَ».

  وأمَّا اللامُ فقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تكونُ للأمرِ والدّعاءِ، وكلٌّ من الأمرِ والدّعاءِ يُقصدُ بهِ طلبُ حصولِ الفِعْلِ طلباً جازماً، والفرقُ بينهمَا أنَّ الأمرَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، كمَا فِي الحديِثِ: «فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ»، وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}.

  وأمَّا «لا» فقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تأتي للنهيِ والدّعاءِ، وكلٌّ منهم يُقصدُ بهِ طلبُ