التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

أنواع المفعول به

صفحة 124 - الجزء 1

  والثَّالثُ: أن يكونَ فِعْلُ الفَاعِلِ قدْ وَقَعَ عَلَيْهِ، والمُرَادُ بوقوعِهِ عَلَيْهِ تَعَلُّقُهُ بهِ، سواءٌ أكانَ ذلكَ مِن جهةِ الثُّبوتِ، نحوُ: «فَهِمْتُ الدَّرْسَ» أمْ كانَ عَلَى جهةِ النّفيِ، نحوُ: «لَمْ أَفْهَمِ الدَّرْسَ».

أنواع المفعول به

  قَالَ: وَهُوَ قِسْمَانِ: ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ؛ فَالظَّاهِرُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَالمُضْمَرُ قِسْمَانِ: مُتَّصِلٌ، وَمُنْفَصِلٌ، فَالمُتَّصِلُ اثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ: ضَرَبَنِي، وَضَرَبَنَا، وَضَرَبَكَ، وَضَرَبَكِ، وَضَرَبَكُمَا، وَضَرَبَكُمْ، وَضَرَبَكُنَّ، وَضَرَبَهُ، وَضَرَبَهَا، وَضَرَبَهُمَا، وَضَرَبهُمْ، وَضَرَبَهُنَّ، وَالمُنْفَصِلُ اثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ: إِيَّايَ، وَإِيَّانَا، وَإِيَّاكَ، وَإِيَّاكِ، وَإِيَّاكُمَا، وَإِيَّاكُمْ، وَإِيَّاكُنَّ، وَإِيَّاهُ، وَإِيَّاهَا، وَإِيَّاهُمَا، وَإِيَّاهُمْ، وَإِيَّاهُنَّ.

  وَأقول: ينقسمُ المَفْعُولُ بهِ إلَى قِسْمَيْنِ: الأوَّلُ الظَّاهرُ، والثَّانِي المضمرُ.

  وقدْ عرفْتَ أنَّ الظَّاهرَ مَا يدُلُّ عَلَى معنَاهُ بدونِ احتياجٍ إلَى قرينةِ تَكَلُّمٍ أوْ خطابٍ أوْ غيبةٍ، وأنَّ المضمَرَ مَا لا يدلُّ عَلَى معنَاهُ إلاَّ بقرينةٍ مِن هذِهِ القرائنِ الثّلاثِ؛ فمِثالُ الظَّاهرِ: «ضَرَبَ مُحَمَّدٌ بَكْراً» و «يَضْرِبُ خَالِدٌ عَمْراً» و «قَطَفَ إسماعيلُ زَهْرَةً» و «يَقْطِفُ إِسْمَاعِيلُ زَهْرَةً».

  وينقسمُ المضمرُ المَنْصُوبُ إلَى قِسْمَيْنِ: الأوَّلُ المُتَّصلُ، والثَّانِي المنفصلُ.

  أمَّا المُتَّصلُ فهُوَ: مَا لا يُبْتَدَأُ بهِ الكلَامُ ولا يصحُّ وقوعُهُ بعْدَ «إلاَّ» فِي الاختيارِ، وأمَّا المنفصلُ فهُوَ: مَا يُبْتَدَأُ بهِ الكلَامُ ويصحُّ وقوعُهُ بعْدَ «إلاَّ» فِي الاختيارِ.

  وللمُتَّصلِ اثنَا عشَرَ لفظاً:

  الأوَّلُ: الياءُ، وَهِيَ للمتكلِّمِ الواحدِ، ويجبُ أن يُفْصلَ بينهَا وبيْنَ الفِعْلِ بنونٍ تُسمَّى نونَ الوقايةِ، نحوُ: «أطاعنِي مُحَمَّدٌ» و «يُطيعُنِي بكرٌ» و «أَطِعْنِي يا بَكْرُ».