المخفوضات من الأسماء
المخفوضات من الأسماء
  قَالَ: (بَابُ المَخْفُوضَاتِ مِنَ الأَسْمَاءِ) المَخْفُوضاَتُ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ: مَخْفُوضٌ بِالحَرْفِ، وَمَخْفُوضٌ بِالإِضَافَةِ، وَتَابِعٌ لِلْمَخْفُوضِ.
  وَأقول: الاسْمُ المَخْفُوضُ عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ؛ وذلكَ لأنَّ الخافِضَ لهُ إمَّا أن يكونَ حرفاً، مِن حروفِ الخَفْضِ التي سبَقَ بيانُهَا فِي أوَّلِ الكتابِ والَّتِي سيذكرُهَا المُؤلِّفُ بعْدَ ذلكَ، وذلكَ نحوُ: «خالد» مِنْ قوْلِكَ: «أَشْفَقْتُ عَلَى خَالِدٍ» فإنَّهُ مجرورٌ بِعَلَى، وهُوَ حَرْفٌ مِن حروفِ الخفضِ، وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ إضافةَ اسْمٍ قبلهُ إليْهِ، ومعْنَى الإضَافَةِ: نسبةُ الثَّانِي للأوَّلِ، وذلكَ نحوُ: «محمَّد» مِنْ قوْلِكَ: «جَاءَ غُلاَمُ مُحَمَّدٍ» فإنَّهُ مَخْفُوضٌ بسببِ إضافةِ «غُلام» إليْهِ، وإمَّا أن يكونَ الخافضُ للاسْمِ تبعيَّتَهُ لاسْمٍ مَخْفُوضٍ: بأنْ يكونَ نعتاً لهُ، نحوُ: «الفاضِل» مِنْ قوْلِكَ: «أَخَذْتُ العِلْمَ عَنْ مُحَمَّدٍ الفَاضِلِ» أوْ معطوفاً عَلَيْهِ، نحوُ: «خالد» مِنْ قوْلِكَ: «مَرَرْتُ بِمُحَمَّدٍ وَخَالِدٍ» أوْ غيرَ هذينِ من التّوابعِ التي سبَقَ ذِكْرُهَا.
  قَالَ: فَأَمَّا المَخْفُوضُ بِالحَرْفِ فَهُوَ: مَا يُخْفَضُ بِمِنْ، وَإِلَى، وَعَنْ، وَعَلَى، وَفِي، وَرُبَّ، وَالبَاءِ، وَالكَافِ، وَاللاَّمِ، وَحُرُوفُ القَسَمِ، وَهِيَ: الوَاوُ، وَالبَاءُ، وَالتَّاءُ، أَوْ بِوَاوِ رُبَّ، وَبِمُذْ، وَمُنْذُ.
  وَأقول: النّوعُ الأوَّلُ من المَخْفُوضاتِ: المَخْفُوضُ بحَرْفٍ مِن حروفِ الخفضِ؛ وحروفُ الخَفْضِ كثيرةٌ.
  منْهَا «مِنْ» ومنْ معانيهَا الابتداءُ، تجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ، نحوُ قولِهِ تعالَى: {وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.
  ومنْهَا «إلَى» ومنْ معانيهَا الانتهاءُ، وتجرُّ الاسْمَ الظَّاهرَ والمضمرَ أيضاً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ} وقولِهِ: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}.