التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

تمرين

صفحة 18 - الجزء 1

  غُلامِي، وكِتابِي، وصَديقِي، وأبِي، وأُستاذِي.

  ويقابلُ الإعرابَ البناءُ، ويتَّضِحُ كلُّ واحدٍ منهمَا تمامَ الاتِّضاحِ بسببِ بيانِ الآخرِ. وقدْ تركَ المُؤلِّفُ بيانَ البناءِ، ونحنُ نُبَيِّنُهُ لكَ عَلَى الطَّريقةِ التي بَيَّنا بهَا الإعْرَابَ، فنقولُ:

  للبِناءِ مَعنيانِ: أحدُهُمَا لغويٌّ، والآخرُ اصطِلَاحِيٌّ:

  فأمَّا معنَاهُ فِي اللُّغَةِ، فهُوَ: عبارةٌ عن وضعْ شيءٍ عَلَى شيءٍ عَلَى جهةٍ يُرادُ بهَا الثُّبوتُ وَاللُّزومُ. وأمَّا معنَاهُ فِي الاصْطِلاحِ، فهُوَ: لزومُ آخِرِ الكلِمَةِ حالةً واحدةً لِغَيرِ عَامِلٍ ولا اعْتِلالٍ، وذلكَ كلزومِ «كَمْ» و «مِنْ» السّكونَ، وكلُزومِ «هُؤلاءِ» و «حَذَامِ» و «أَمْسِ» الكَسْرَ، وكلُزومِ «مُنذُ» و «حيثُ» الضَّمَّ، وكلُزومِ «أيْنَ» و «كَيْفَ» الفتْحَ.

  ومنْ هذَا الإيضاحِ تَعلَمُ أنَّ أَلْقَابَ البِناءِ أربعةٌ: السُّكونُ، والكسرُ، والضَّمُّ، والفتحُ.

  وبعْدَ بيانِ كلِّ هذِهِ الأشْيَاءِ لا تَعْسُرُ عليكَ معرفةُ المُعْربِ والمَبْنِيِّ، فإنَّ المُعرَبَ: مَا تغيَّرَ حالُ آخرِهِ لفظاً أوْ تقديراً بسببِ العوامِلِ، والمبنِيُّ: مَا لَزِمَ آخرُهُ حالةً واحدةً لغيرِ عَامِلٍ ولا اعْتِلالٍ.

تَمْرينٌ

  بيِّن المُعْربَ بأنْواعِهِ، وَالمَبْنِيَّ، من الكلماتِ الوَاقِعةِ فِي العباراتِ الآتيَةِ: قالَ أَعْرابِيٌّ: اللَّهُ يُخْلِفُ مَا أتْلَفَ النَّاسُ، والدَّهرُ يُتلِفُ مَا جَمَعُوا، وكمْ مِن مَيْتَةٍ عِلَّتُهَا طلَبُ الحَيَاةِ، وَحَيَاةٍ سبَبُهَا التَّعرُّضُ للمَوْتِ.

  سألَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عمْرَو بنَ مَعْدِ يْكَرِبَ عن الحربِ، فقالَ لهُ: هِيَ مُرَّةُ