حكم المستثنى بالإ
  عن «الإخراجِ بإلَّا أوْ إحدَى أخواتِهَا لشيءٍ لولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ داخلاً فيمَا قبْلَ الأداةِ» ومِثَالُهُ قوْلُكَ: «نَجَحَ التَّلامِيذُ إِلاَّ عَامِراً» فقدْ أخرجتَ بقوْلِكَ: «إِلاَّ عَامِراً» أحدَ التّلاميذِ، وهُوَ عامرٌ، ولولا ذلكَ الإخراجُ لكانَ عامرٌ داخلاً فِي جملةِ التّلاميذِ النَّاجحينَ. واعلَمْ أنَّ أدواتِ الاستثناءِ كثيرةٌ، وقدْ ذكرَ منْهَا المُؤلِّفُ ثمانِ أدواتٍ، والَّذِي ذكرَهُ منْهَا عَلَى ثلاثةِ أنواعٍ: النّوعُ الأوَّلُ: مَا يَكُونُ حرفاً دائماً، وهُوَ «إلاَّ». والنّوعُ الثَّانِي: مَا يَكُونُ اسماً دائماً، وهُوَ أربعةٌ، وَهِيَ «سِوَى» بالقصرِ وكسْرِ السِّينِ، و «سُوَى» بالقصرِ وضمِّ السِّينِ، و «سَواءٌ» بالمدِّ وفتحِ السِّينِ، و «غَيْرُ». والنّوعُ الثَّالثُ: مَا يَكُونُ حرفاً تارةً ويكونُ فعلاً تارةً أخرَى، وَهِيَ ثلاثُ أدواتٍ، وَهِيَ: «خَلا» و «عَدا» و «حَاشَا».
حكم المستثنى بالإ
  قَالَ: فَالمُسْتَثْنَى بِإِلاَّ يُنْصَبُ إِذَا كَانَ الكَلاَمُ تَامّاً مُوجِباً، نَحْوُ: «قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْداً» وَ «خَرَجَ النَّاسُ إِلاَّ عَمْراً» وَإِنْ كَانَ الكَلاَمُ مَنْفِيّاً تَامّاً جَازَ فِيهِ البَدَلُ وَالنَّصْبُ عَلَى الاسْتِثْنَاءِ، نَحْوُ: «مَا قَامَ القَوْمُ إِلاَّ زَيْدٌ» وَ «إِلاَّ زَيْداً» وَإِنْ كَانَ الكَلاَمُ نَاقِصاً كَانَ عَلَى حَسْبِ العَوَامِلِ، نَحْوُ: «مَا قَامَ إِلاَّ زَيْدٌ» وَ «مَا ضَرَبْتُ إِلاَّ زَيْداً» وَ «مَا مَرَرْتُ إِلاَّ بِزَيْدٍ».
  وَأقول: اعلَمْ أنَّ للاسْمِ الواقعِ بعْدَ «إلاَّ» ثلاثةَ أحوالٍ؛ الحالةُ الأوَّلَى: وجوبُ النَّصْبِ عَلَى الاستثناءِ، الحالةُ الثَّانِيةُ: جوازُ إتباعِهِ لِمَا قبْلَ «إلاَّ» عَلَى أنَّهُ بدلٌ منْهُ، مَعَ جوازِ نصبِهِ عَلَى الاستثناءِ، الحالةُ الثَّالِثَةُ: وجوبُ إجرائِهِ عَلَى حسبِ مَا يقتضيهِ