التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

إعراب جمع المذكر السالم

صفحة 57 - الجزء 1

  الاسْمِ المُفرَدِ.

  ومِثالُ المُثنَّى المَخْفُوضِ «نَظَرْتُ إِلَى الفَارِسَيْنِ عَلَى الفَرَسَيْنِ» فكلٌّ مِن «الفَارِسَيْنِ» و «الفَرَسَيْنِ» مَخْفُوضٌ؛ لدخُولِ حَرْفِ الخَفْضِ عَلَيْهِ، وعَلامَةُ خَفْضِهِ الياءُ المفتوحُ مَا قَبْلَهَا المكسورُ مَا بعْدَهَا نيابةً عن الكَسْرَةِ، لأنَّهُ مُثنًّى، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

إعراب جمع المذكر السالم

  قَالَ: وَأَمَّا جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ فَيُرْفَعُ بِالوَاوِ، وَيُنْصَبُ وَيُخْفَضُ بِاليَاءِ.

  وَأقول: الثَّانِي من الأشْيَاءِ التي تُعْرَبُ بالحُرُوفِ «جمْعُ المذكَّرِ السَّالمُ» وقدْ عرفْتَ فيمَا سبَقَ تَعْرِيفَ جمْعِ المذكَّرِ السَّالمِ. وحُكْمُهُ: أن يُرْفَعَ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ، ويُنْصَبَ ويُخْفَضَ بالياءِ المكسورِ مَا قَبْلَهَا المفتوحِ مَا بعْدَهَا نيابةً عن الفَتْحَةِ أو الْكَسْرَةِ، ويُوصَلُ بهِ بعْدَ الوَاوِ أو الياءِ نونٌ تكونُ عوضاً عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ، وتُحْذَفُ هذِهِ النُّونُ عنْدَ الإضَافَةِ كنُونِ المُثنَّى.

  فمِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المرفُوعِ «حَضَرَ المُسْلِمُونَ» و «أَفْلَحَ الآمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ» فكلٌّ مِن «المُسْلِمُونَ» و «الآمِرُونَ» مرْفُوعٌ؛ لأنَّهُ فَاعِلٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الوَاوُ نيابةً عن الضَّمَّة؛ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرِ سَالِمٌ، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.

  ومِثالُ جمْعِ المذكَّرِ السَّالِمِ المَنْصُوبِ «رَأَيْتُ المُسْلِمينَ» و «احْتَرَمْتُ الآمِرِينَ بِالمَعْرُوفِ» فكلٌّ مِن «المُسْلِمينَ» و «الآمِرِينَ» مَنْصُوبٌ؛ لأنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الياءُ المكسورُ مَا قَبْلَهَا المَفْتوحُ مَا بعدَهَا؛ لأنَّهُ جمْعُ مذكَّرٍ سَالِمٌ، والنُّونُ عِوضٌ عن التَّنوينِ فِي الاسْمِ المُفرَدِ.