التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

المبتدأ قسمان: ظاهر، ومضمر

صفحة 88 - الجزء 1

  والخبرُ: هُوَ الاسْمُ المرفُوعُ الذي يُسْنَدُ إلَى المبتدأِ ويُحملُ عَلَيْهِ؛ فيتمُّ بهِ مَعَهُ الكلامُ، ومِثَالُهُ «حَاضِرٌ» مِنْ قوْلِكَ «مُحَمَّدٌ حَاضِرٌ».

  وحُكمُ كلٍّ من المبتدأِ والخبرِ الرَّفْعُ كمَا رأيتَ، وهذَا الرَّفْعُ إمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ ظَاهِرةٍ، نحْوُ «اللَّهُ رَبُّنَا» و «مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا» وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ للتعذُّرِ نحْوُ «مُوسَى مُصْطَفًى مِنَ اللَّهِ» ونحْوُ «لَيْلَى فُضْلَى البَنَاتِ»، وإمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ نحْوُ «القَاضِي هُوَ الآتِي» وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بحَرْفٍ من الحروفِ التي تنوبُ عن الضَّمَّةِ، نحْوُ: «المُجْتَهِدَانِ فَائِزَانِ».

  ولا بدَّ فِي المبتدأِ والخبرِ مِن أن يتطابقا فِي الإفرادِ، نحوُ: «مُحَمَّدٌ قَائِمٌ»، والتّثنيَّةِ نحوُ: «المُحَمَّدَانِ قَائِمَانِ»، والجمْعِ نحوُ: «المُحَمَّدُونَ قَائِمُونَ»، وفِي التّذكيرِ كهذِهِ الأمثلةِ، وفِي التَّأنيثِ نحوُ: «هِنْدٌ قَائِمَةٌ» و «الهِنْدَانِ قَائِمَتَانِ» و «الهِنْدَاتُ قاَئِمَاتٌ».

المبتدأ قسمان: ظاهر، ومضمر

  قَالَ: وَالمُبْتَدَأُ قِسْمَانِ: ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ؛ فَالظَّاهِرُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، وَالمُضْمِرُ اثْنَا عَشَرَ، وَهِيَ: أَنَا، وَنَحْنُ، وَأَنْتَ، وَأَنْتِ، وَأَنْتُمَا، وَأَنْتُمْ، وَأَنْتُنَّ، وَهُوَ، وَهِيَ، وَهُمَا، وَهُمْ، وَهُنَّ، نَحْوُ قَوْلِكَ «أَنَا قَائِمٌ» وَ «نَحْنُ قَائِمُونَ» وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.

  وَأقول: ينقسمُ المبتدأُ إلَى قِسْمَيْنِ: الأوَّلُ الظَّاهرُ، والثَّانِي المضمرُ، وقدْ سبَقَ فِي بابِ الفَاعِلِ تَعْرِيفُ كلٍّ من الظَّاهرِ والمضمرِ.

  فمِثالُ المبتدأِ الظَّاهرِ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» و «عَائِشَةُ أُمُّ المُؤْمِنِينَ» والمبتدأُ المضمرُ اثنا عشرَ لفظاً.

  الأوَّلُ: «أَنَا» للمتكلِّمِ الواحدِ، نحْوُ: «أَنَا عَبْدُ اللَّهِ».

  الثَّانِي: «نَحْنُ» للمتكلِّمِ المتعددِ أو الواحدِ المُعَظِّمِ نفسَهُ، نحوُ: «نَحْنُ قَائِمُونَ».