ظن وأخواتها
  والسَّادسُ: «لَعَلَّ» وهُوَ يدلُّ عَلَى التّرجِّي أو التّوقُّعِ، ومعْنَى التّرجِّي: طلبُ الأمرِ المحبوبِ، ولا يَكُونُ إلاَّ فِي الممكنِ، نحوُ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَرْحَمُنِي»، ومعْنَى التّوقُّعِ: انتظارُ وقوعِ الأمرِ المَكروهِ فِي ذاتِهِ، نحوُ: «لَعَلَّ العَدُوَّ قَرِيبٌ مِنَّا».
ظن وأخواتها
  قَالَ: وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها فَإِنَّها تَنْصِبُ المُبْتَدَأَ وَالخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولاَنِ لَهَا، وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ؛ تَقُولُ: ظَنَنْتُ زَيْداً قَائِماً، وَرَأَيْتُ عمرًا شَاخِصاً، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
  وَأقول: القسمُ الثَّالثُ مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ، «ظننتُ» وأخواتُهَا أيْ نظائرُهَا فِي العملِ، وَهِيَ تدخلُ عَلَى المبتدأِ والخبرِ فتنصبُهمَا جميعاً. ويقالَ للمبتدأِ مفعولٌ أوَّلُ، وللخبرِ مَفْعُولٌ ثانٍ. وهذَا القسمُ عشرةُ أَفْعَالٍ:
  الأوَّلُ: «ظَنَنْتُ» نحوُ: «ظَنَنْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً».
  والثَّانِي: «حَسِبْتُ» نحوُ: «حَسِبْتُ المَالَ نَافِعاً».
  والثَّالثُ: «خِلْتُ» نحوُ: «خِلْتُ الحَدِيقَةَ مُثْمِرَةً».
  والرَّابعُ: «زَعَمْتُ» نحوُ: «زَعَمْتُ بَكْراً جَرِيئاً».
  والخامسُ: «رَأَيْتُ» نحوُ: «رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مُفْلِحاً».
  والسَّادسُ: «عَلِمْتُ» نحوُ: «عَلِمْتُ الصِّدْقَ مُنْجِياً».
  والسَّابعُ: «وَجَدْتُ» نحوُ: «وَجَدْتُ الصَّلاحَ بَابَ الخَيْرِ».
  والثَّامنُ: «اتَّخذْتُ» نحوُ: «اتخذْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً».