التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

أنواع البدل

صفحة 119 - الجزء 1

الْبَدَلُ، وَحُكْمُهُ

  قَالَ: إِذَا أُبْدِلَ اسْمٌ مِنَ اسْمٍ أَوْ فِعْلٌ مِن فِعْلٍ تَبِعَهُ فِي جَمِيعِ إِعْرَابِهِ.

  وَأقول: البَدَلُ معنَاهُ فِي اللُّغَةِ: العِوَضُ، تقُولُ: استبدَلْتُ كذَا بكذَا، وأبْدَلْتُ كذَا مِن كذَا؛ تريدُ أنَّكَ اسْتَعَضْتَهُ منهُ.

  وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النَّحْويينَ: «التَّابعُ المقصودُ بالحُكمِ بلا واسطةٍ».

  وحكمُهُ أنَّهُ يتبعُ المبدَلَ منْهُ فِي إعرابِهِ. عَلَى معْنَى أنَّهُ إنْ كانَ المُبْدَلُ منْهُ مرْفُوعاً كانَ البدَلُ مرْفُوعاً، نحوُ: «حَضَرَ إِبْرَاهِيمُ أَبُوكَ» وإنْ كانَ المُبدَلُ منْهُ مَنْصُوباً كانَ البدَلُ مَنْصُوباً، نحوُ: «قَابَلْتُ إِبْرَاهِيمَ أَخَاكَ» وإنْ كانَ المبدلُ منْهُ مخفوضاً كانَ البدلُ مخفوضاً، نحوُ: «أَعْجَبَتْنِي أَخْلاَقُ مُحَمَّدٍ خَالِكَ» وإنْ كانَ المبدَلُ منْهُ مَجْزُوماً كانَ البدَلُ مَجْزُوماً، نحوُ: «مَنْ يَشْكُرْ رَبَّهُ يَسْجُدْ لَهُ يَفُزْ».

أنواع البدل

  قَالَ: وَهُوَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ: بَدَلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ، وَبَدَلُ البَعْضِ مِنَ الكُّلِّ، وَبَدَلُ الاشْتِمَالِ، وَبَدَلُ الغَلَطِ، نَحْوُ قَوْلِكَ: «قَامَ زَيْدٌ أَخُوكَ، وَأَكَلْتُ الرَّغِيفَ ثُلُثَهُ، وَنَفَعَنِي زَيْدٌ عِلْمُهُ، وَرَأَيْتُ زَيْداً الفَرَسَ»، أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ الفَرَسَ فَغَلِطْتَ فَأَبْدَلْتَ زَيْداً مِنْهُ.

  وَأقول: البدلُ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:

  النّوعُ الأوَّلُ: بدلُ الكُلِّ من الكُلِّ، ويُسمَّى البدلَ المطابِقَ، وضابطُهُ: أن يكونَ البدلُ عيْنَ المبدَلِ منهُ، نحوُ: «زَارَنِي مُحَمَّدٌ عَمُّكَ».

  النّوعُ الثَّانِي: بدلُ البعضِ من الكلِّ، وضابطُهُ: أن يكونَ البدلُ جزءاً من المبدلِ