أقسام الفاعل وأنواع الظاهر منه
  أمَّا معنَاهُ فِي اللُّغَةِ فهُوَ عبارةٌ عمَّنْ أوجدَ الفِعْلَ.
  وأمَّا معنَاهُ فِي الاصْطِلاحِ فهُوَ: الاسْمُ المرفُوعُ المذكورُ قبلَهُ فعْلُهُ، كمَا قالَ المؤلِّفُ.
  وقولُنا «الاسم» لا يشملُ الفِعْلَ ولا الحَرْفَ، فلا يَكُونُ واحدٌ منهمَا فاعلاً، وهُوَ يشملُ الاسْمَ الصّريحَ والاسْمَ المؤوَّلَ بالصّريحِ: أمَّا الصّريحُ فنحْوُ «نُوح» و «إبراهيم» فِي قولِهِ تعالَى: {قَالَ نُوحٌ}، {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ}، وأمَّا المؤولُ بالصّريحِ فنحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا}، فأنَّ: حَرْفُ توكيدٍ ونصبٍ، و «نا» اسمُهُ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ، و «أَنْزَلْنَا» فِعْلٌ مَاضٍ وفاعلُهُ، والجملُة فِي محلِّ رفْعٍ خبرُ أنَّ، و «أنَّ» ومَا دخلتْ عَلَيْهِ فِي تأويلِ مصدرٍ فَاعِلُ «يكفي» والتّقديرُ: أولَمْ يكفهم إِنزالُنَا، ومِثَالُهُ قوْلُكَ: «يَسرُّني أن تتمسَّكَ بالفضائلِ»، وقوْلُكَ: «أعجبني مَا صنعتَ»، التّقديرُ فيهمَا: يسرُّني تمسُّكُكَ، وأعجبني صُنْعُكَ.
  وقولُنا: «المرفُوعُ» يُخرِجُ مَا كانَ مَنْصُوباً أوْ مجروراً، فلا يَكُونُ واحدٌ منْهَا فاعلاً.
  وقولُنا: «المذكورُ قبلَهُ فِعْلُه» يُخرِجُ المبتدأَ واسْمَ «إنَّ» وأخواتِهَا، فإنهمَا لَمْ يتقدَّمْهُمَا فِعْلٌ البتةَ، ويُخرِجُ أيضاً اسْمَ «كانَ» وأخواتِهَا، واسْمَ «كادَ» وأخواتِهَا، فإنهمَا وإنْ تقدَّمَهُمَا فِعْلٌ فإنَّ هذَا الفِعْلَ ليْسَ فِعْلَ واحدٍ منهمَا، والمُرَادُ بالفِعْلِ مَا يشملُ شِبْهَ الفِعْلِ كاسْمِ الفِعْلِ فِي نحْوِ: «هَيْهَاتَ العَقِيقُ» و «شتَّانَ زيدٌ وعمرٌو» واسْمَ الفَاعِلِ فِي نحْوِ «أَقَادِمٌ أبوكَ» فَالعَقِيقُ، وزيدٌ مَعَ مَا عُطِفَ عَلَيْهِ، وأبوكَ: كلٌّ منْهَا فَاعِلٌ.
أقسام الفاعل وأنواع الظاهر منه
  قَالَ: وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِرٌ، وَمُضْمَرٌ، فَالظَّاهِرُ نَحْوُ قَوْلِكَ: قَامَ زَيْدٌ، وَيَقُومُ