أسئلة
  أمَّا ظرفُ الزّمانِ: فهُوَ عبارةٌ عن الاسْمِ الذي يدلُّ عَلَى الزّمانِ المَنْصُوبِ باللفظِ الدَّالِ عَلَى المعْنَى الواقعِ ذلكَ المعْنَى فيهِ، بملاحظةِ معْنَى «فِي» الدَّالةِ عَلَى الظّرفيةِ، وذلكَ مثلُ قوْلِكَ: «صُمْتُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ» فإنَّ «يَوْمَ الاثْنَيْنِ» ظرفُ زمانٍ مَفْعُولٌ فيهِ، وهُوَ مَنْصُوبٌ بقوْلِكَ: «صُمْتُ» وهذَا العَامِلُ دالٌّ عَلَى معنًى وهُوَ الصِّيامُ، والكلامُ عَلَى ملاحظةِ معْنَى «فِي» أيْ: أنَّ الصِّيامَ حَدَثَ فِي اليومِ المذكورِ؛ بخلافِ قولِهم: «يخافُ الكَسولُ يومَ الامتحانِ» فإنَّ معْنَى ذلكَ أنَّهُ يخافُ نَفْسَ يومِ الامتحانِ وليْسَ معنَاهُ أنَّهُ يخافُ شيئاً واقعاً فِي هذَا اليومِ.
  واعلَمْ أنَّ الزّمانَ ينقسمُ إلَى قِسْمَيْنِ: الأوَّلُ المختَصُّ، والثَّانِي: المُبْهَمُ.
  أمَّا المُخْتَصُّ فهُوَ «مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ مَحْدُودٍ مِنَ الزَّمَانِ».
  وأمَّا المُبْهَمُ فهُوَ: «مَا دَلَّ عَلَى مِقْدَارٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ وَلا مَحْدُودٍ».
  ومِثالُ المختصِّ: الشّهرُ، والسَّنَةُ، واليومُ، والعامُ، والأسبوعُ. ومِثالُ المبهَمِ: اللحظةُ، والوقتُ، والزّمانُ، والحِينُ.
  وكلُّ واحدٍ مِن هذينِ النّوعينِ يجوزُ انتصابُهُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ. وقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ من الألفاظِ الدَّالَّةِ عَلَى الزّمانِ اثنيْ عشَرَ لفظاً.
  الأوَّلُ: «اليَوْمَ» وهُوَ طلوعُ الفجرِ إلَى غروبِ الشّمسِ، تقُولُ: «صُمْتُ اليَوْمَ» أوْ «صُمْتُ يَوْمَ الخَمِيسِ» أوْ «صُمْتُ يَوْماً طَوِيلاً».
  والثَّانِي: «اللَّيْلَةَ» وَهِيَ مِن غروبِ الشّمسِ إلَى طلوعِ الفجرِ، تقُولُ: «اعْتَكَفْتُ اللَّيْلَةَ البَارِحَةَ» أوْ «اعْتَكَفْتُ لَيْلَةً» أوْ «اعْتَكَفْتُ لَيْلَةَ الجُمْعَةِ».
  الثَّالثُ: «غُدْوَةً» وَهِيَ الوقتُ مَا بيْنَ صلاةِ الصّبحِ وطلوعِ الشّمسِ، تقُولُ: «زَارَنِي صَدِيقِي غُدْوَةَ الأَحَدِ» أوْ «زَارَنِي غُدْوَةً».