التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية،

محمد محيي الدين (المتوفى: 1393 هـ)

الفتحة وموضعها

صفحة 35 - الجزء 1

  مِن خمسِ علاماتٍ: واحدةٌ منْهَا أصليَّةٌ، وَهِيَ الفَتْحةُ، وأربعٌ فُروعٌ عنْهَا، وَهِيَ: الألفُ، والكسرةُ، والياءُ، وحذفُ النُّونِ.

الفتحة وموضعها

  قَالَ: فَأَمَّا الفَتْحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَةً للنَّصْبِ فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ: فِي الاسْمِ المُفْرَدِ وَجَمْعِ التَّكْسِيرِ، وَالفِعْلِ المُضَارِعِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ نَاصِبٌ، وَلَمْ يَتَّصِلْ بِآخِرِهِ شَيْءٌ.

  وَأقول: تكونُ الفَتْحَةُ عَلامَةً عَلَى أنَّ الكلِمَةَ منصوبةٌ فِي ثلاثةِ مواضعَ، الموضعُ الأوَّلُ: الاسْمُ المُفرَدُ، والموضعُ الثَّانِي: جمْعُ التَّكْسِيرِ، والموضع الثَّالثُ: الفِعْلُ المضَارِعُ الذي سبقَهُ ناصِبٌ، ولَمْ يتَّصلْ بآخِرِهِ ألفُ اثنيْنِ، ولا واوُ جماعةٍ، ولا ياءُ مخاطبةٍ، ولا نونُ توكيدٍ، ولا نونُ نسوةٍ.

  أمَّا الاسْمُ المُفرَدُ، فقدْ سبقَ تعريفُهُ، والفَتْحَةُ تكونُ ظَاهِرةً عَلَى آخرهِ فِي نحْوِ «لَقِيتُ عَلِيًّا» ونحْوِ «قَابَلْتُ هِنْداً»، فَعَلِيّاً، وَهِنْداً: اسمانِ مُفردانِ، وهمَا منصوبانِ؛ لأنَّهمَا مفعولانِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، والأوَّلُ مذكَّرٌ والثَّانِي مُؤنَّثٌ، وتكونُ الفَتْحَةُ مُقدَّرةً نحْوُ «لَقيتُ الفَتَى» ونحْوُ «حَدَّثْتُ لَيْلَى» فالفتَى وليلَى: اسمانِ مفردانِ منصوبانِ؛ لكونِ كلٍّ منهمَا وقعَ مفعولاً بهِ، وعَلامَةُ نصبِهِمَا فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ، والأوَّلُ مُذكَّرٌ، والثَّانِي مُؤنَّثٌ.

  وأمَّا جمْعُ التَّكْسِيرِ، فقدْ سبقَ تعريفُهُ أيضاً، والفَتْحَةُ قدْ تكونُ ظَاهِرةً عَلَى آخرِهِ، نحْوُ «صَاحَبْتُ الرِّجَالَ» ونحْوُ «رَعَيْتُ الهُنُودَ» فالرِّجالُ والهنودُ: جمعَا تكْسيرٍ منصُوبانِ، لكونِهِمَا مفعوليْنِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، والأوَّلُ مُذكَّرٌ، والثَّانِي مُؤنَّثٌ، وقدْ تكونُ الفَتْحَةُ مُقدَّرةً، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى} ونحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى} فسُكارَى والأيامَى: جمْعَا تكسيرٍ منصوبانِ؛ لكونِهِمَا مفعوليْنِ، وعَلامَةُ نصبِهمَا فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى الألفِ، منَعَ مِن ظهُورِهَا التَّعذُّرُ.