أحكام الفعل
  قوْلُكَ: «أَنَيْتُ» أوْ قوْلُكَ: «نَأَيْتُ» أوْ قوْلُكَ «أَتَيْنَ» أوْ قوْلُكَ «نَأْتِي».
  فالهمزةُ للمُتكلِّمِ مذكَّراً أوْ مؤنَّثاً، نحْوُ «أَفْهَمُ» والنُّونُ للمتكلِّمِ الذي يُعظِّمُ نفسَهُ، أوْ للمتكلِّمِ الذي يَكُونُ مَعَهُ غيرُه، نحْوُ «نَفْهَمُ» والياءُ للغائبِ، نحْوُ «يَقُومُ» والتَّاءُ للمُخاطَبِ أو الغائبةِ، نحْوُ «أنتَ تفهمُ يا محمَّدُ واجبَكَ» ونحْوُ «تَفْهَمُ زَيْنَبُ وَاجِبَهَا».
  فإنْ لَمْ تكنْ هذِهِ الحروفُ زائدةً، بلْ كَانتْ مِن أصلِ الفِعْلِ، نحْوُ «أَكَلَ، وَنَقَلَ، وَتَفَلَ، وَيَنَعَ» أوْ كانَ الحَرْفُ زائداً، لكنه ليْسَ للدلالةِ عَلَى المعْنَى الذي ذكرناهُ، نحْوُ «أَكْرَمَ، وَتَقَدَّمَ» كانَ الفِعْلُ ماضياً لا مُضَارِعاً.
  وحُكمُ الفِعْلِ المُضَارِعِ: أنَّهُ مُعرَبٌ مَا لَمْ تتَّصلْ بهِ نونُ التّوكيدِ ثقيلةً كَانتْ أوْ خفيفةً، أوْ نونُ النِّسوةِ، فإن اتَّصلتْ بهِ نونُ التّوكيدِ بُنِيَ معهَا عَلَى الفَتْحِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢} وإن اتَّصلتْ بهِ نونُ النِّسوةِ بُنِيَ معهَا عَلَى السّكونِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ}.
  وإذَا كانَ مُعرَباً فهُوَ مرفُوعٌ مَا لَمْ يدخلْ عَلَيْهِ ناصبٌ أوْ جازمٌ، نحْوُ «يَفْهَمُ مُحَمَّدٌ» فيفهمُ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مرْفُوعٌ، لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، ومُحَمَّدٌ: فَاعِلٌ مرفُوعٌ بالضَّمَّةِ الظَّاهِرَةِ.
  فإنْ دخلَ عَلَيْهِ ناصبٌ نَصَبَهُ، نحْوُ «لَنْ يَخِيبَ مُجْتَهِدٌ» فَلَنْ: حَرْفُ نفِيٍ ونصبٍ واستقبالٍ، ويخيبَ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ بِلَنْ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، ومجتهدٌ: فَاعِلٌ مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
  وإنْ دخلَ عَلَيْهِ جازمٌ جَزَمَهُ، نحْوُ «لَمْ يَجْزَعْ إِبْرَاهِيمُ» فَلَمْ: حَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقَلْبٍ، وَيَجْزَعْ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ بلَمْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وإبراهيمُ: فَاعِلٌ مرْفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.